وإذا اختلفت مع أخيك في مسألة دينية أو علمية أو شرعية، فإني أقترح عليك أن تطرح على نفسك ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: هل أقول عن نفسي: أنا أعلم من فلان بالدين والشرع؛ ولذلك اختلفت معه؟ أو أعتقد أنه يكون له من العلم مثل الذي عندي أو أفضل؟ السؤال الثاني: هل أعتقد أنني أعقل منه، وأنني قد أوتيت من الغريزة العقلية الفطرية المركبة في أصل تكويني، ومن قوة الإدراك وحدة الذهن ما لم يؤت؛ فأنا أعقل وأذكى منه، فلذلك أدركت ما لم يدركه؟ السؤال الثالث: هل أعتقد أن عندي من الصدق مع الله سبحانه وتعالى، والإخلاص وسلامة النية والغيرة شيئاً ليس عنده ولذلك اختلفت معه؟ كل هذه الأشياء الإنسان لا يزكي فيها نفسه، وإنما يقول: لعل أخي أعلم مني، ولعله أعقل مني، ولعله أصدق وأخلص وأغير مني، فهذا لا يعني أن أتابعه، ولكن يعني أن أعذره.