قصة أبي حنيفة

لعلكم تعرفون جميعاً قصة أبي حنيفة رحمه الله حين كان في مجلسه مع طلابه، وكان يشتكي وجعاً برجله فمدها، لأنهم طلابه ويعرفونه ويقدرونه، وليس بينه وبينهم كلفة، فجاء رجلٌ غريب عليه عمامة، وهيئة وبزة حسنة، فهابه أبو حنيفة وكف رجله -رحمه الله- فجلس الرجل وسكت، وأبو حنيفة خائف يظن أن هذا من علماء الأمة، من علماء المشرق أو المغرب الذين يسمع بهم أبو حنيفة ولا يعرفهم، فتكلم أبو حنيفة في مسألة من مسائل الصيام، في مسألة طلوع الفجر، وأنه يكون الصيام بطلوع الفجر، فتنحنح هذا الرجل وتحرك ثم التفت وقال: يا إمام، فإن لم يطلع الفجر حتى طلعت الشمس ماذا يكون؟ فتبسم أبو حنيفة وقال: الآن يمد أبو حنيفة رجله ولا يبالي، فأول ما رأى هذا الرجل هابه وقدره، لكنه لما رأى سوء منطقه، عرف أن هذا المظهر ليس على مخبر وليس على حقيقة، ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بهذه الميزة، وهي ميزة يشترك فيها المؤمن والكافر، والطيب والفاجر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015