موضع دعاء الاستخارة في الصلاة

أجاب على هذا السؤال الشيخ: سلمان العودة حفظه الله.

Q فضيلة الشيخ دعاء الاستخارة، في أي موضع من مواضع الركعتين يكون؟ هل هو في التشهد؟ أم في السجود؟ أم بعد الركعتين؟ أفيدونا حفظكم الله.

صلى الله عليه وسلم موضع دعاء الاستخارة فقد ورد في حديث جابر في صحيح البخاري، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: {فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأسألك من فضلك} إلى آخر الدعاء المعروف، الذي كان الرسول عليه السلام يعلمهم إياه كما يعلمهم سورة من القرآن، ولم يرد في الحديث نص يحدد موضع الدعاء، لكن مواضع الدعاء في الصلاة معروفة، وهي سبعة مواضع ذكرها الإمام ابن القيم في زاد المعاد أخص منها: موضع السجود، وما بعد التشهد، فهي المواضع المناسبة لدعاء الاستخارة، فإن دعا في السجود فالسجود موضع دعاء، وإن جعله قبل السلام كان هذا أنسب والله أعلم.

أما كونه بعد السلام: فالحديث يحتمل ذلك! لكن في هذا شيء من البعد؛ لأن المعروف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته، أنه كان يدعو في الصلاة وليس بعد الصلاة، ففي الغالب أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة، ولذلك سميت الصلاة؛ لأنها دعاء وفيها دعاء، فتأخير الدعاء إلى ما بعد السلام هو تأخير إلى موضعه المفضول عن موضعه الفاضل، فالأولى أن يكون الدعاء أثناء الصلاة لا بعد السلام، والله تبارك وتعالى أعلم.

ومن أهل العلم من يقول: إنه بعد الصلاة؛ لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {ثم} وثم: لا تعني بالضرورة أنه بعد السلام، ويحتمل أن يكون في آخر الصلاة ولو قلنا: إنه في التشهد فإن هذا يكون منسجماً مع ظاهر الحديث؛ لأن الدعاء كان في آخر الصلاة، والذين قالوا: إنه بعد السلام، اعتمدوا على ظاهر اللفظ قالوا: إن (ثم) تعني عقب الصلاة، وكلمة عقب الصلاة يحتمل أنه في آخرها، ويحتمل أنه عقبها بعد الفراغ منها!! هذا الذي يظهر لي والله تعالى أعلم.

وأحب أن أضيف أن الأمر فيه سعة، فإن تسنى لك أن تدعو في السجود، أو بعد التشهد، أو بعد الصلاة، فالأمر واسع فيما أفهم والله أعلم؛ لأن الحديث محتمل لذلك وكونه في آخر الصلاة أولى؛ لأنه قال: ليصلي ركعتين ثم ليدعو، وشيخ الإسلام تَرَجَّح في ذهنه في حديث معاذ حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {يا معاذ إني أحبك، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك} وجماهير أهل العلم يرونه بعد الصلاة، وطائفة من أهل العلم يرونه أنه في آخر الصلاة، ويقولون: إن دبر كل شيء آخره، فيقولون: هذا دبر الصلاة، وهنا في الحديث جاء: {فليصل ركعتين ثم ليستخير} فإما أن يكون الدعاء في التحيات، أو يكون بعد السلام؛ لأنه يكون قد أتم الركعتين.

والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015