أجاب على هذا السؤال: الشيخ سلمان العودة حفظه الله.
Q إني أرغب أن أتزوج من امرأة صالحة دينة ووالدها مستقيم ولله الحمد، لكن الذي يقف أمامي هو إخوانها؛ لأنه يغلب عليهم الانحراف، وأخشى أن يتضرر أولادي بهم وبأولادهم، فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
صلى الله عليه وسلمالحقيقة أن هذا السؤال ينبغي أن يلاحظ فيه جانبان: الجانب الأول: ما دام أن هذه الفتاة مستقيمة، فلا شك أنها بحاجة إلى من يخرجها من هذه البيئة التي قد لا تسلم من الانحرافات ما دام إخوانها على هذه الصفة، وليس من العدل أن يبتعد الصالحون عن فتاة؛ لأن أحد إخوانها منحرف -مثلاً- وهي امرأة صالحة دينة، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {فاظفر بذات الدين تربت يداك} ، وهذه ذات دين فالظفر بها ظفر بغنيمة.
الجانب الآخر: أن الإنسان قد يلاحظ أن أولاده -إذا رزق منها بأولاد- قد يعودون إلى أخوالهم في زيارة أو في غيبته، أو ربما لو أصابته مصيبة الموت أو ما أشبه ذلك، فهو بحاجة إلى أن تكون البيئة التي يتربى فيها أطفاله بيئة حسنة، ولذلك أرى أنا أن المعول على البيئة بالدرجة الأولى، ليس على كون أحد إخوانها منحرفا.
فإذا كان المجتمع صالحاً والأب مستقيماً ومهيمناً على البيت وليس في البيت أدوات هدم وتخريب ولا ضياع ولا تسيب وانحلال، فله أن يُقْدِم، أما إن كان البيت مضيعة وفيه أدوات هدم وتخريب وإفساد والبنت صالحة، فالحقيقة أن هذا يعني موضع تردد؛ لأنه إن ترك هذه الصالحة لهذه البيئة ففيه مشكلة، وقد يجد الشاب أن بيئته هو أيضاً بيئة سيئة، فيخرج هو من بيته، ويخرج هذه الفتاة من بيتها ليبنوا أسرة مستقلة، ويحرص مع ذلك على ألا يبقى أولاده وأطفاله الصغار في ذلك البيت المنحرف إلا بقدر الحاجة التي لا بد منها، ويحصنهم ضد بعض المفاسد والمنكرات الموجودة في ذلك البيت، والله تبارك وتعالى أعلم.