أجاب على هذا السؤال الشيخ: سلمان العودة حفظه الله.
Q ما رأي فضيلتكم فيما يوجد في بعض الأسر أنهم يمنعون الزوج من الخروج بزوجته في منزل خاص، ومن ثم يجتمع في منزل واحد أربع أسر أو أكثر بحجة أنه أدعى لجمع الشمل، والإنسان يريد أن يربي زوجته وأولاده على الصلاح؟
صلى الله عليه وسلم بالنسبة لاستقلال الزوج الجديد بزوجته بمنزل خاص هذا يراعى فيه عدة اعتبارات: أولاً: مدى حاجة أهله إليه؛ فقد يكون الزوج وحيد أبويه أو يكون له أم مسنة أو أب كبير يحتاجون إلى العناية والرعاية، وربما يكون له إخوة عاقون لا يقومون بحقوقهم، فليس من العدل ولا من الإنصاف أن ينفرد بزوجته لتكتمل سعادته الزوجية، ويتخلى عن أبوين شيخين كبيرين هما بأمس الحاجة إلى رعايته على حين كبر سنهما.
الثاني: مدى إمكانية الزوج بالاستقلال ببيت خاص من الناحية المادية.
الثالث: مدى ملاءمة الزوجة لأهله.
فالذي أرى أنه إذا كان أهله بحاجة إليه على سبيل الإجمال، والزوجة استطاعت أن تكسب ود أهله وتخدمهم وتتلطف معهم وتطييب نفوسهم فأرى أن يبقى عند أهله، أما إذا كانت هناك ظروف تدعو إلى استقلال وانفراد فإن هذا -أيضاً- أمر حسن؛ لأن هذا يجعل الشاب يستطيع أن يتحكم في بيته أكثر من حيث تربية الزوجة وتربية الأطفال، وحفظ الوقت وما أشبه ذلك.
ولا شك أن ذلك يحقق السعادة الزوجية بالنسبة للزوجين؛ لأن كونهما في بيت مع غيرهما قد يؤثر ذلك عند بعض الناس، فإذا كانت الظروف مناسبة وملائمة كما هو حال كثيرٍ من الأسر؛ حيث يكون الأب غنياً وقوياً وليس بحاجة، فما أرى من بأس مطلقاً أن ينفرد الابن ببيت خاص ويكون مستقلاً في تربية زوجته وتعليمها وتربية أطفاله وإبعاد الأجهزة السيئة عنهم، وما أشبه ذلك، والله أعلم.