ومن ذلك -أيضاً-: أن بعض الناس يقعون في طلاق البدعة، فيطلقها وهي حائض، أو يطلقها في طهر وقد جامعها فيه، وهذا لا يجوز، بل يجب أن يطلقها لعدتها كما أمر الله تعالى، فيطلقها في طهر لم يجامعها فيه، هذا إذا كان ولابد من الطلاق، والطلاق هو آخر حل، وآخر الدواء الكي.
أما إذا كانت هناك وسيلة لإقامة الحياة الزوجية فهو الأصل، والله سبحانه وتعالى يبغض الطلاق، ولا أدل على ذلك من أن الشيطان يحبه، ولا أريد أن أستشهد بالحديث الذي ورد فيه: {أبغض الحلال عند الله الطلاق} وإن كان الحديث قابلاً للتحسين بمجموع طرقه، لكن أستشهد بما ورد في صحيح مسلم {إن الشيطان ينصب عرشه على البحر ثم يبعث سراياه، فيأتيه الرجل فيقول: ما زلت به حتى عصى؛ فيقول: يتوب، فيأتيه فيقول: ما زلت به حتى فرقت بينه وبين زوجته؛ فيدنيه ويقربه ويقول: أنت أنت} فدل على أن الشيطان يفرح بالتفريق بين المؤمنين، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر} وهذه نصيحة ثمينة من أكبر الناصحين وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم.
ومعنى لا يفرك، أي: لا يبغض، ولا يهجر ولا يفارق.