المواصفات والشروط

كما أن من الأسباب التي تتعلق بالشباب أيضاً: الشروط، فأنت حين تتحدث مع شاب يريد الزواج ترى أنه إن تكلم عن الجمال يريد امرأة من أجمل نساء الدنيا، يريد طولاً وحسناً وبياضاً، وغير ذلك من المواصفات، وإن تكلم عن الأخلاق فإنه يريد امرأة بمستوى أخلاق الصحابيات، أو قريباً من ذلك! ويريد امرأة من أسرة معينة، ويريد نفسيتها كذا وعقليتها كذا ودراستها كذا وشكلها كذا وطولها كذا وعرضها كذا، وعنده مجموعة مواصفات وشروط قلما تتوافر.

خذ على سبيل المثال: الجمال، كم من امرأة جميلة جمالاً ملفتاً! أعتقد أن عدد النساء اللاتي فيهن جمال على تفاوت يمكن أن يكون (25%) وفي مقابل ذلك عدد مقابل فيهن شيء من القبح، والنسبة الباقية من سائر النساء وسط لا توصف بجمال ظاهر، وليس فيها قبح تعاب أو تذم به، فتجد الشاب يتطلب هذه المتطلبات.

ونحن نقول لهذا الشاب بصورة مختصرة: أولاً: انظر إلى نفسك، تريد الجمال الباهر، فمن أنت أيضاً؟ أنت إنسان من سائر الناس، شأنك شأن غيرك، فينبغي أن تضع غيرك في مقامك، فأنت أيضاً قد لا تريدك أي امرأة إذا كان المقياس هو الجمال.

تريد امرأة أخلاقها كأخلاق أسماء وفلانة وفلانة، فهل أنت في مستوى الزبير وابن الزبير وأمثالهم؟ وهكذا الإنسان يريد مواصفات في الطرف الآخر؛ لكن لا ينتبه إلى نقص هذه المواصفات في نفسه، وعلى الشاب أن يكون معتدلاً في النظر في الشروط، وسوف أشير إلى ذلك بعد قليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015