الطمع في المال

أحياناً يطمع الأب في المال، فلا يزوج ابنته إلا مقابل مهر باهظ مرتفع، وينسى هذا الأب المسكين أن هذا المهر ليس له؛ حتى ولو كان المهر باهظاً مرتفعاً فهو للمرأة، فالمهر لها بما استحل الرجل من فرجها وليس للأب، وليس له حق أن يأخذه بغير رضاها كثر أم قل، وهذا أمر واضح وصريح فالمهر للمرأة قال الله تعالى: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً} [النساء:20] وقال عليه الصلاة والسلام: {فلها المهر} فبعض الآباء يصل بهم الجشع إلى حد أن يعتبر بنته سلعة تباع في المزاد العلني، وكنت أظن أن في هذا شيئاً من المبالغة، لكن وجدنا في بعض البيئات وسمعنا بعض الأخبار فعلاً أن الآباء منهم من يغالي ببنته ويرد الخطاب طمعاً في مال أكثر، ولا يقبل إلا أن يأتيه تاجر، وربما يطمع فيما وراء ذلك أن يموت هذا الزوج فترثه البنت، فيستفيد هو من هذا المال، ولا يدري أن الأعمار بيد الله، وما يدرى من الوارث ومن الموروث، وهذه أمانة في عنق الأب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015