تعامل الابن الذي يرى منكرات في بيت أبيه

Q أحياناً أجلس مع أبي في وقت الغداء أو العشاء ويكون التلفاز مشغلاً، ويكون فيه أغنية أو تمثيلية أو غير ذلك، وأحياناً أنصح أبي فيغضب علي، فهل تنصحني بالجلوس في مثل هذه المجالس أو ماذا علي؟

صلى الله عليه وسلم من حيث المبدأ فإن سماع الغناء أو سماع الكلام الفاحش البذيء عبر الجهاز أو غيره أمر محرم، ومن حيث المبدأ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريعة مستقرة في الإسلام، فإذا استطاع الابن في هذه الحال أن يمنع أهله -أباه أو غيره- من مشاهدة هذه الأشياء أو سماعها فعل فإن لم يستطع واستطاع أن ينجو بنفسه من سماعها فعل، فإن رأى أن في بقائه مصلحة كبيرة -مثلاً- شاب يقول: أنا لا أستطيع أن أخرج من البيت؛ فأنا شاب صغير غير متزوج وليس عندي إمكانية أن أستقل ببيت، ولابد لي من البقاء داخل هذا المنزل، ولو أني قمت بتغيير هذا المنكر بيدي ومنعت سماع الغناء -مثلاً- لكان لذلك آثار سلبية فربما يعتدي عليه الأب أو يؤذيه، أو يكون هذا له أثر مضاعف، فحينئذ نقول للابن: عليك ألا تنصت لسماع هذا الغناء، وهذا أضعف ما يجب عليك هو أن تكون منكراً بقلبك وألا تستمع؛ لأن هناك فرقاً بين السامع وبين المستمع.

فالسامع من جاء الشيء إلى أذنه دون أن يتعمد سماعه وأن ينصت له، مثلما لو كنت واقفاً عند إشارة وصاحب السيارة المجاورة قد رفع صوت المذياع بأغنية فسمعت من غير قصد، ففرق بين السامع وبين المستمع الذي ينصت للغناء ويسمعه عمداً وقصداً فعلى الإنسان أن يعمل على إصلاح البيت ما استطاع بالوسائل المعروفة، ومن جهة أخرى عليه أن يعمل على تكوين بيت مستقل يبنيه على أسس إسلامية سليمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015