تقديم صورة جيدة للمغترين بالفن

المعْلَم الثاني الذي أريد أن أبرزه من خلال هذه الأمثلة: هو أن كثيراً من الفتيان والفتيات في العالم الإسلامي ترسخت في أذهانهم صورة واضحة لنجوم هذا الميدان كما أسلفت في بداية الحديث، وصاروا يعدونهم أبطالاً كما يسمون في الصحف والمجلات، ولو سألت كثيراً من هؤلاء عن مثله الأعلى الذي يتمنى أن يصير مثله في يوم من الأيام، لقال لك الفتى: "فلان"! ولقالت لك الفتاة: "فلانة"! وهذا بحمد الله قد يكون أقل في مجتمعنا، لكنه موجود في مجتمعات أخرى بصورة كبيرة، ومثل هذه القصص تلفت نظر هؤلاء الشباب والفتيات إلى أن من واجبهم تجاه أنفسهم أن يختصروا الطريق على أنفسهم، وأن يبدءوا من حيث انتهى هؤلاء، لا من حيث بدءوا.

ونقلت جريدة الجزيرة في عددين لها خبراً صغيراً عن أحد الشباب الصغار الذي كان له صوت واعد كما يقولون، وقد سجل بعض الأشرطة، وحينما اتصلت به الجريدة لتسأله عن آخر المشاريع التي سجلها، فوجئت بأن صوت الشاب مبحوح وضعيف جداً، وأنه بصعوبة يستطيع أن يتحدث معهم؛ نظراً لأنه ألم به مرض أثر في حلقه، وحينما سألوه عن آخر مشاريعه قال: إنه ترك مجال الفن إلى غير رجعة، وذلك بداية من شهر رمضان المبارك الفائت، وأنه سوف يسجل في أقرب مركز لتحفيظ القرآن الكريم في الإجازة الصيفية! لا شك أن هذا الأمر له دلالته، وكما يقال: وربما صحت الأبدان بالعلل، فربما كان ما أصاب هذا الشاب رحمةً من الله تبارك وتعالى.

فالمهم أن وجود مثل هذه القصص تشجع هذا الشاب، وتشجع غيره على اللحاق بموكب المستقيمين المتجهين إلى الله عز وجل قبل أن يتجهوا أصلاً إلى الفن، أو على الأقل قبل أن يتوغلوا فيه؛ فكيف يتجهون إليه وهم يرون بعض ضحاياه يحاولون إنقاذ أنفسهم والخروج من هذا المستنقع الآسن الذي تورطوا فيه؟!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015