وهناك خبر عجيب ومؤثر، نشرته المجلة العربية عن إحدى المشتغلات في هذا المجال، وهي " هالة الصافي " وهذا الخبر أقرؤه عليكم؛ لما في عباراتها ولحروفها من القوة والتأثير:- تقول في أسلوب مؤثر عبر لقاء صحفي معها: في أحد الأيام كنت أؤدي رقصة في أحد فنادق القاهرة المشهورة، وشعرت وأنا أؤدي هذا العمل بأنني عبارة عن جثة، ودمية تتحرك بلا معنى، ولأول مرة أشعر بالخجل، وأنا شبه عارية أرقص أمام الرجال ووسط الكئوس، فتركت المكان وأسرعت، وأنا أبكي في هيستريا حتى وصلت إلى حجرتي وارتديت ملابسي، وانتابني شعور لم أحسه طيلة حياتي التي بدأتها منذ كان عمري خمس عشرة سنة -تعني حياتها الفنية- فأسرعت لأتوضأ وصليت، وساعتها شعرت لأول مرة بالسعادة والأمان، ومن يومها ارتديت الحجاب رغم كثرة العروض وسخرية بعضهم، وأديت فريضة الحج، ووقفت أبكي لعل الله يغفر لي الأيام السوداء.
وتختم قصتها المؤثرة قائلة: هالة الصافي ماتت، ودفن معها ماضيها، أما أنا فاسمي سهير عابدين، ربة بيت، أعيش مع ابني وزوجي، ترافقني دموع الندم على أيام قضيتها من عمري بعيداً عن خالقي، الذي أعطاني كل شيء ولم أعطه أي شيء، إنني الآن مولودة جديدة، أشعر بالراحة والأمان بعد أن كان القلق والحزن صديقي رغم الثراء، والسهر، واللهو! وتضيف: قضيت كل السنين الماضية صديقة للشيطان، لا أعرف سوى اللهو والرقص، أمتع الناس، كنت أعيش حياة كريهة حقيرة، وكنت دائماً عصبية، الآن أشعر أنني مولودة جديدة، أشعر أنني في يد أمينة تحنو علي وتباركني يد الله سبحانه وتعالى.
وبغض النظر عما في كلماتها من عبارات لا نوافقها عليها، نتحفظ عليها، مثل قولها: الله الذي أعطاني كل شيء، ولم أعطه أي شيء، فالله تعالى ليس بحاجة لنا لنعطيه شيئاً، فالله تبارك وتعالى إنما يريد منا أن نقدم لأنفسنا فحسب.
كذلك قولها: إنها تشعر أنها في يد أمينة تحنو عليها هي يد الله تبارك وتعالى، مع أن مقصودها ظاهر ومعروف، وبغض النظر عن هذه الألفاظ والعبارات فإن في هذه القصة من الدلالة القوية على تأثر هذه المرأة ورجوعها إلى الله تبارك وتعالى ما فيها، ونسأل الله تعالى لها، ولجميع التائبين والتائبات أن يثبتهم على الطريق المستقيم.