فنون يحاربها الإسلام لذاتها

وإنما حديثي خاصة عن الفنون التي يحاربها الإسلام ابتداءً، ولا يتصور أن تكون وسيلة لخدمة الإسلام في يوم من الأيام إلا على نطاق ضيق، أو نستطيع أن نقول: إنها على أقل تقدير أصبحت اليوم وسيلة لهدم الإسلام، ومحاربة القيم والأخلاق.

فالغناء -مثلاً- للإسلام منه موقف واضح معروف، وحين نقول: "الغناء" لا يمكن أن يأتي إنسان ويقول: يا أخي هناك غناء مباح، ثم يقول: أنا أقصد الحداء الذي يفعله الأعراب، أو يفعله البناءون أو العمال وغيرهم مثلاً، أو يقول: أنا أقصد النشيد الإسلامي؛ لا، لأننا نتحدث عن الغناء بمفهومه العرفي المستقر في ذهن كل واحد، فأي إنسان أياً كان مستواه حين يسمع كلمة "غناء" يتبادر إلى ذهنه مباشرة الغناء الذي يبث عبر التلفاز، والإذاعات، والأشرطة، وعبر وسائل أخرى، وهو بطبيعة الحال غناء يخاطب الغرائز في الغالب، ويتحدث عن قضايا العلاقة بين الجنسين، وهو مصحوب أيضاً بالموسيقى وغيرها.

ومثل هذه الصورة لا يمكن أن نقول: إنها يوماً من الأيام يمكن أن تكون في خدمة الإسلام؛ لذلك فإن من العبث أن يقول قائل: هناك غناء ديني، فإذا سألته: ما هذا الغناء الديني؟! قال: تلك التواشيح والأزجال والابتهالات التي تذاع في الإذاعات.

فتلك التواشيح والأزجال والابتهالات هي -أولاً- مصحوبة بالموسيقى، وهذا مما لا شك فيه أنه بدعة ومحرم في الوقت نفسه؛ لأن التقرب إلى الله وذكر الله عز وجل عن طريق الطبول والموسيقى هذه صورة بدعية للذكر، على فرض أن هذا ذكر، إضافة إلى أن الموسيقى بذاتها للإسلام منها موقف واضح وصريح، ولذلك فأن الغناء المصحوب بآلة حرام بلا خلاف بين أهل العلم.

وكذلك حين ننتقل إلى أمر آخر، حين ننتقل إلى الفنون المسرحية، وهذه الفنون قد يختلف الناس حول مبدأ التمثيل، وهل الإسلام يجيزه أو لا يجيزه.

طبعاً التمثيل يعد فناً متأخراً، وجد في العصور الحديثة، لذلك ليس للعلماء المتقدمين فيه كلام، وإنما العلماء المتأخرون انقسموا فيه إلى مذاهب وآراء؛ ليس قصدي الآن أن نتحدث عن رأي العلماء في هذا، والراجح والمرجوح، إنما قصدي أنه حين نتحدث أو نقول: التمثيل، أو يقول قائل: السينما -مثلاً- أو المسرح، تنطلق إلى الأذهان -أذهان جميع السامعين- تلك الصور والأعداد الهائلة من التمثيليات، والمسرحيات، والأفلام، والمسلسلات التي لا تخدم الإسلام إلا حين نبدل الخاء هاءً!! فحينئذ يكون الكلام معقولاً، وقل مثل ذلك في عدد من ألوان الفن التي يستخدمها الناس اليوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015