الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، الذي هدى الله به قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، وأعيناً عمياً، فجزاه الله عنا وعن البشرية كلها أفضل الجزاء.
إخوتي الكرام: أعتذر إليكم مقدماً أنني قد أذكر أسماء أو أقول كلمات يتحرج المسلم من النطق بها؛ لما يلابسها من مشاعر وملابسات غير حميدة إنما تقتضيها ضرورة الموضوع، وذلك أنكم علمتم أن هذا الموضوع يتحدث عما سمي بتوبات أهل الفن، يعني توبتهم إلى الله عز وجل، وقد يدخل في ذلك التوبة بالمعنى اللغوي: أي خروجهم مما هم فيه، ورجوعهم عنه، ولو لم يكن ذلك بالضرورة بدوافع دينية أو إسلامية.
وقد رأيت أن من المناسب أن أعرض على مسامعكم بعض النماذج السريعة، ثم أنتقل بعدها إلى ذكر معالم وملحوظات مهمة، هي بطبيعة الحال المقصودة من وراء هذا الموضوع؛ فلقد شهد العالم الإسلامي -بل العالم كله- شهد حركات واسعة فيما يتعلق بالفن.
وكلمة الفن يدخل فيها ألوان من النشاطات الإنسانية مثل: الأدب، والشعر، إضافة إلى المسرح، والغناء، وغيرها من الأشياء التي يدركها الناس من خلال هذه الكلمة، وليس حديثي عاماً في كل هذه القضايا، وإنما سأتحدث عن القضايا التي يمقتها الإسلام.