بغض بعض المنتسبين للصحافة العربية للحكومة السودانية

نحن لا نسمع إلا نغمة واحدة هي نغمة الاتهام بالأصولية والتطرف وغير ذلك! لقد حقق السودان خيراً كثيراً في الانتصار على النصارى في الجنوب, فلم نجد الصحف العربية فرحت بذلك, ولا هللت له مثلما لو كان الانتصار لـ جون قرنق على الحكومة السودانية! أحلف بالله لو انتصر قرنق على الحكومة السودانية لصفقت لذلك صحف عربية كثيرة, واعتبرت هذا نصراً، وإن كانت ليست بالضرورة مؤيدة لـ قرنق، لكن يكفيها أنه انتصار على حكومة البشير والترابي، وعلى الجبهة الإسلامية في السودان.

فهل بلغ بنا الحال من العداوة لهؤلاء أن نفرح بانتصار النصارى عليهم، ونحزن حين ينتصر المسلمون على أولئك النصارى, إن الذين يغطون أخبار الانتصارات العسكرية في جنوب السودان هم في الغالب إما أن يكونوا من غير المسلمين وإما من الناس العاديين العلمانيين, أما الصحف التي تصدر في البلاد الإسلامية فإنها لا تغطي هذه الانتصارات ولا تفرح بها, ولعل الجميع يلجئون إلى إذاعة لندن -مثلاً- أو جريدة الحياة حتى يمكنهم متابعة أخبار الانتصارات في جنوب السودان, مع أننا نعلم أنهم لما انتصروا -مثلاً- جاءوا إلى مسجد كان النصارى قد حولوه إلى كنيسة، أو إلى مستودع فنظفوه وصلّى فيه قائدهم -شخصياً- صلاة الشكر لله تعالى أو صلاة الفتح.

ونعلم أن كثيراً ممن قاوموا النصارى وانتصروا عليهم هم من الشباب المتدين في السودان، وهذه أشياء ينبغي أن تذكر ويشاد بها, ومع ذلك فإننا نعلم أن في حكومة السودان ثغرات كما في أي مجتمع إسلامي آخر, ولا بد من مواصلتهم في سد هذه الثغرات ومناصحتهم, وهذا أقل حق للمسلم على أخيه, فأين المسلم عالماً كان أو داعية أو إعلامياً أو شخصاً، الذي يناصح إخوانه المسلمين؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015