ولذلك أين تدخل الأمم المتحدة؟! هذا الأمين العام للأمم المتحدة؛ وهو يبحث إمكانية التدخل وإرسال قوات إلى هناك, ماذا يقول؟!! هذا تقرير وصل إلي من أحد الإخوة عن هذه النقطة, يقول: بعد أن أعلنت كرواتيا الاستقلال عن يوغسلافيا قاوم الجيش الاتحادي هذا الاستقلال، وقام الجيش الصربي والمليشيات بمهاجمة كرواتيا -كلهم نصارى، الصرب والكروات- وبعد حوالي شهرين من هذه الحرب أصدرت الأمم المتحدة قراراً بإرسال أربعة عشر ألف فرد؛ لإقرار السلام والفصل بين المتحاربين، وكانت التكلفة حوالي ألفي مليون دولار, وبعد ذلك كان الهجوم الوحشي والقتل المريع للبوسنة والهرسك من قبل الجيش الاتحادي، ومن قبل المليشيات الصربية؛ ذلك القتل الذي لا يشبهه إلا مجازر وهمجيات المغول والتتر على البلاد الإسلامية, وبعد ذلك يقول أمين الأمم المتحدة: إن الأمم المتحدة لا تستطيع توسيع نطاق عمليات حفظ السلام إلى جمهورية البوسنة والهرسك!! وقال: إن نشر قوات حفظ السلام هناك ليس أمراً عملياً، ثم قال في إشارة إلى رفع المسئولية عن النصارى وتحميلها المسلمين: ليس هناك طرف في الصراع في البوسنة والهرسك يمكن إلقاء كل اللائمة عليه في هذا الوضع الحالي وتصعيده أي: أن المسلمين يتحملون جزءاً على الأقل من المسئولية, ثم قال: ثم يتعين على كل الأطراف تحمل بعض المسئولية في تفجير الصراع واستمراره، إذاً: هو يدافع عن بني دينه وقومه!! ولذلك لا نستغرب -الآن- لماذا يختار أميناً عاماً للأمم المتحدة, والغريب في الأمر أن عدداً من المندوبين الغربيين النصارى لم يعجبهم هذا الكلام, ففرنسا -مثلاً- أرسلت تقريراً إلى مجلس الأمن تدعوه أن يتخذ خطوات عاجلة لإحلال السلام في تلك الجمهورية إلى حد نشر قوة لحفظ السلام.
وفي اجتماع بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا أعرب الاجتماع عن القلق الشديد بشأن الوضع هناك, ودعا مجلس الأمن للقيام بالتحرك.
وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة يعتذر بقصور الموارد الإنسانية والمادية، والمالية ولا سيما -كما يقول- في ضوء أعمال العنف الواسعة -الآن- فإن السفير الفرنسي قد رد عليه بأن هذا الكلام غير مقنع، وأن الاعتبارات المالية والأمنية التي أشير إليها كأسباب لعدم إرسال قوة لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير كافية.
ولذلك نعرف -أيها الإخوة- الآن أولاً: ما معنى -أو جزءاً من معنى- قول الله تعالى: {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة:51] فجميع ألوان النصارى مهما اختلفت أسماؤهم (البروتستانت-الكاثوليك- أرثوذكس إلخ) كلهم حلفاء ضد المسلمين، وهم واليهود والشيوعيون حلفاء أيضاً ضد المسلمين إذا وجد أي بادرة لوجود إسلامي.
ولقد أزعجهم كثيراً -ما يعتبرونه خطراً- الوجود الأصولي في يوغسلافيا؛ وذلك لأن الحزب الحاكم -وهو حزب العمال- هناك يعتبر حزب المسلمين, والحاكم نفسه قضى أكثر من عشر سنوات في السجن في أيام الحكومة الشيوعية.
وقد حدثنا الثقات أن الرجل مصلٍّ، ومهما يكن من وضع الحكومة الحالية فهي حكومة تنتسب بلا شك إلى حزب يعلن العلمانية -وإن كانوا يعتذرون أنهم مضطرون إلى ذلك, وأنهم لا يستطيعون إلا هذا في ظل هذه الظروف القائمة عندهم- وعلى أي حال مهما يكن وضع الحزب القائم هناك, فإن المسلمين من الشعوب الموجودة هناك تعاني صعوبات كثيرة، والغرب يعتبر أنها خطر أصولي يهدده, ولا بد من القضاء عليه.
إذاً: هناك محاولة القضاء على العرق الإسلامي، والجنسية الإسلامية هناك قضاءً مبرماً؛ لأنهم يعتبرونه أضخم وجود إسلامي في أوروبا.
وهذا -أيضاً- يكشف لنا عن قضية ثانية خطيرة، وهي أن النصارى العرب من أخبث نصارى العالم, ولا يقارنون بغيرهم أبداً, فعندهم من الحقد والبغضاء والكراهية للمسلم ما لا يوجد عند النصراني في بلاد الغرب, فينبغي الحذر من النصارى العرب وإبعادهم, وألا نثق بهم، ومع الأسف أقول: كثير من الناس -عندنا هنا- من أرباب الأعمال والشركات والمؤسسات؛ بل ومن المثقفين يعطون النصارى العرب ثقة كبيرة لا يستحقونها.
والواجب أن نحذر من هؤلاء النصارى، وندرك أنهم وإن كانوا أذكياء ولبقين, إلا أنهم يحملون في قلوبهم من الحقد على المسلمين ما لا يحمله أي نصراني آخر.
وعلى أي حال فإن قضية الصرب قضية تتطلب لفت النظر, وبدلاً أن أسترسل معكم في الحديث عنه أكتفي بأن ألفت نظركم بأن هناك محاضرة أو ندوة سوف تقام بعنوان: المسلمون في يوغسلافيا تتحدث عن أخبار المسلمين في البوسنة والهرسك, وسوف يلقيها أستاذان من يوغسلافيا أحدهم: زهدي بكر، والآخر الأستاذ: حسيب سنان , وذلك في يوم الإثنين (2/11) في جامع الصالحية بعد صلاة المغرب في عنيزة, ويوجد مكان مخصص للنساء , والدعوة عامة للجميع, وأدعو الإخوة للذهاب إلى هناك وسماع ما يلقيه الإخوة، والاستفسار -أيضاً- عن أي أمر يحتاج إلى استفسار.