وقفات مع العيد

الوقفة الخامسة والعشرون: مع العيد.

والعيد اسم لكل ما يعتاد، وهي شعارات موجودة عند كل الأمم، فكل أمة على الأرض من الأمم الكتابية، كاليهود والنصارى، أو غيرها، من الأمم الوثنية لها أعياد؛ وذلك لأن العيد يعود إلى فطرة وطبيعة وجبلة ركبت الغرائز والفطر، عليها من أن الناس يحبون أشياءً يتذكرون فيها بعض ما مضى.

ولكن الأمم الكافرة أعيادهم ترتبط بأمور دنيوية، مثل قيام دولة، أو سقوط دولة، أو قيام حاكم أو سقوط حاكم أو زواجه أو تتويجه أو ما أشبه ذلك.

وقد يحتفلون بمناسبة أخرى كربيع أو غيره، ولليهود أعياد وللنصارى أعياد، كما هو معروف، فعندهم عيد في يو الخميس، يزعمون أنه أنزلت فيه المائدة على عيسى عليه الصلاة والسلام.

وكذلك النصارى لهم أعياد أخرى، مثل عيد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام، ومثل عيد رأس السنة الذي يسمونه الآن بعيد الكريسمس، ومثل عيد الشكر أو عيد العطاء، ويحتفلون به الآن في جميع البلاد الغربية كأمريكا وبريطانيا، وغيرها من البلاد التي ورثت النصرانية وإن لم تكن نصرانية حقيقية.

وكذلك المجوس والفرس لهم أعياد، مثل عيد المهرجان، وعيد النيروز وغيرها.

والرافضة أيضاً لهم أعياد، كعيد الغدير الذي يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع فيه علياً على الخلافة، وبايع فيه الأئمة الإثني عشر من بعده، ولهم فيه مصنفات، حتى إن هناك كتاباً اسمه يوم الغدير يبلغ عشرات المجلدات.

ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما: عيد الفطر وعيد الأضحى} كما جاء في سنن أبي داود، وسنن النسائي عن أنس بسند صحيح.

ولذلك فليس للمسلمين إلا عيد الفطر وعيد الأضحى.

قال الشاعر: عيدان عند أولي النهى لا ثالثٌ لهما لمن يبغي السلامة في غدِ الفطر والأضحى وكل زيادة فيها خروجٌ عن سبيل محمدِ قال ذلك رداً على الشاعر الذي يقول: المسلمون ثلاثة أعيادهم الفطر والأضحى وعيد المولد فإذا انتهت أعيادهم فسرورهم لا ينتهي أبداً بحب محمدِ فهذا أضاف عيداً ثالثاً، وهو عيد مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، فرد شاعرنا بقوله السابق: ولذلك ينبغي إحياء هذه الأعياد واستشعارها وإدراك معناها؛ لأنها شعائر إسلامية ينبغي أن يعلم الجميع أن المسلمين في يوم عيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015