وذلك أن قضية الجهاد الأفغاني قضية تُعَدُّ نصراً كبيراً ومناسبة ضخمة، فلم يكن غريباً أن يسجلها الشعر -كما قيل ديوان العرب- في عدد كبير من القصائد, وقد وصلت إلي قصائد كثيرة, بعضها للشاعر عبد الرحمن العشماوي , وبعضها لشباب ناشئين؛ بل حتى وصلت إلي قصيدة من الشعر النبطي الشعبي وهي جميلة جداً, وهي تعبر عن مشاعر نظيفة وقوية وسليمة, إضافة إلى عدد من القصائد العربية لمجموعة من الشباب، ووجدت أن الوقت يطول لو أردت أن أقرأها عليكم، فأحببت الاجتزاء بأبيات يسيرة جداً تعبر عن مشاعر هؤلاء الشباب تجاه قضية الجهاد الأفغاني.
فأحد الإخوة ضمن قصيدة طويلة يخاطب المجاهدين وقادتهم ويقول: تجاوزوا الطمع الممقوت وانتصروا على النفوس فذاك النصر والشرفُ وحكموا شرع رب الناس قاطبة ففي النفوس لحكم عادل لهف كونوا على حذر فالغرب أقلقه هذا التقدم بالإسلام يتصفُ إنا نرى الغرب محموماً على قدم أَحُمَّ من وجل أم سامه أسف قد كان يأمل خلفاً في جحافلكم نزاعكم هدف وفيكم الهدف تلك الحقائق لا تخفى على أحد فبالذي نصر الإسلام لا تقفوا سيروا على هدي خير الناس كلهم فإن قدوتكم في الأمة السلف صونوا عقيدتكم من كل شائبة كما يصون جديدَ اللؤلؤ الصدف وأحد الإخوة -وهو أيضاً- من أصدقاء الجهاد الذين ذهبوا إلى أرض الجهاد أكثر من مرة -يقترح عدم ذكر الأسماء في مناسبات معينة- يقول أحد الشباب: مئات من الآلاف قتلى وإنهم لنحسبهم أحياء والله أعلمُ مئات من الآلاف من خير من مضى وقد صدقوا الرحمن عهداً وسلموا مئات من الآلاف من كل دولة ومن كل صقع والهوية مسلمُ أراقوا دماهم زاكيات لربهم وما قطرة منها لدى الله تعدم سقوا أرض أفغان الدِّما لا ليرتوي بها شجر، أثماره بينهم دم ولا شجر أثماره قد تعفنت أو ارتشفت ماءً من الغرب يعلم ولا شجر من حنظل البدعة اغتذى وكل ابتداع فهو للكفر سلم ولا شجر يجني جناه الذي جنى على قومه والحر باللحظ يفهم ولكن سقوها بالدماء ليغرسوا بها دولة الإسلام لله تسلم وهذه قصيدة ثالثة، ولعلها مناسبة للمقام كتبها -أيضاً- أحد الإخوة وعنونها بعنوان: (اجمعوا شملنا) وهي جميلة: أنت يا داعي الجهاد كبير وحياة الدنيا متاع صغير ظهرت عندك الحياة غرورا ومتاع الغرور شيء حقير فطن أنت والعدو كثير حازم أنت والخلاف مبير أنت يا شمعة الهداة بصير أنت يا قدوة الدعاة خطير أنت يا أسوة البناة ذكي افهم الدرس، والدروس كثير كم ضربنا يا ويلتا أنسينا؟! فلماذا بعقلنا لا نسير؟! احتكم للكتاب في كل شأن إنما الحل بالكتاب يصير كم ترى فتنة وللعقل فيها طيرة شد ما العقول تطير! فتن يا غريب خلف دواه بعضها جر بعضها فتسير قلّ عقل تراه في كل حال يزن الأمر وزنه ويدير اجمعوا شملنا بحبل متين أحكم الفتل منه حكم خبير أعلى كل فقرة قد عرانا خلف رأي يدمي القلوب خطير الهداة الدعاة إما تراهم في اتفاق أبشر فنعم المصير وإذا الفكر منهم ما تلاقى فلعمري ذاك الفساد الكبير وحصاد الجهاد إن كان حرباً بين إخواننا فعيش مرير استشيروا أرباب علم ورأي كل خطب عند النقاش يسير واقصدوا إخوة الجهاد ليسر كل شيء يزينه التيسير أيها المسلمون طيروا جميعاً أصلحوا بينهم على الجو طيروا