التشديد في موضوع الأسئلة بحيث أن المدرس يضع أقسى وأقسى ما يمكن من السؤال للطالب, ويقول لا ينجح عندي طالب إلا وهو في غاية الجدارة, مع أن العدل والعقل أن تكون الأسئلة معتدلة, ليست هي الأشد, بحيث لا ينجح إلا المبرزون, وأيضاً ليست هي الأسئلة اليسيرة السهلة التي ينجح فيها كل طالب, دون أي تأمل, بل هي الأسئلة المتوسطة المعتدلة التي فيها مجال للطلاب المتفوقين, وفيها مجال للضعفاء, وفيها مجال للمتوسطين.
كذلك التشديد في التصحيح, أحياناً يصحح المدرس بالقطارة, وبنصف الدرجة, وربع الدرجة وخُمُس الدرجة, وثمن الدرجة, ويجلس طويلاً عند كل كلمة, وكل عبارة, وربما لا يقبل الجواب بالمعنى أحياناً, إلى غير ذلك, ولاشك أن ذلك ينبغي أن يكون فيه اعتدال, فلا يضع المدرس في ذهنه مسألة واحدة وهي أنه يقول: يجب أن أضغط لئلا ينجح إلا الأقوياء, ويتجاهل ما سوى ذلك, لا! ينبغي أن تضع في ذهنك مجموعة اعتبارات, منها مثلاً: زملاؤك المدرسون الآخرون, أهم على مثل ما أنت عليه؟ أم هم مخالفون لك تماماً؟ بحيث تظهر من بينهم جميعاً على أنك مدرس في غاية التشدد, والتمسك بهذه الأشياء, والالتزام الحرفي بها, وأما هم فمنهم المعتدل, ومنهم المفرط, وبذلك يحصل من جراء ذلك ضرر عليك, ولم تحصل المنفعة المقصودة.