من يعامل المدرس؟

من تعامل؟ عذراً أيها المدرس النبيل, فنحن لا نقلل من بذلك وعطائك, إن الذي يراك عند نهاية اليوم الدراسي, وقد علاك الإجهاد والتعب والإعياء, وأنت تتحامل على نفسك, وتتماسك لمزيد من الدروس والحصص, إنه يشفق عليك غاية الإشفاق, لقد ظلمناك أيها المدرس النبيل يا مربي الجيل, حين أثقلناك بعدد كبير من الحصص, ينوء بحملها أشدَّاء الرجال, ثم قيدناك بدوام تطالب فيه بالحضور دون أن تكلف فيه بعمل معين, مما يعني حضوراً ليس له معنى, وتقييداً دون تكليف بأي عمل آخر, ثم كلفناك بهذا المنهج الذي يبدو بأحوال كثيرة أكبر من عقول الطلاب, ويبدو في أحيانٍ أخرى أوسع وأطول من الوقت المخصص له, فأصبح الهم هو إنهاء المنهج بأي وسيلة وبأي طريقة! ثم قيدناك بالكثير الكثير من الأنظمة التي تلاحقك, والقوانين الإدارية التي سرنا نلتزم بها إلتزاماً حرفياً, ونسينا أن النظام مجرد وسيلة إلى غاية, وليس غاية في ذاته, ولا هدفاً وليس وحياً منزلاً من السماء, فهل ترى يشغلك ذلك كله عن القيام بعملك الرئيس, الذي هو بناء الطالب المسلم؟! وهل نسمع عنك أنك تقول: إن المدرسة تتعامل مع قوالب ولا تميز بين مجتهد ولا مهمل، ولا بين حريص أو غيره، فمهمتي تقتصر على التحضير والتوقيع, والحضور والالتزام الظاهري بالأنظمة فقط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015