إن المدرس أكبر أهمية عندنا من المنهج, فأي قيمة عندنا لمنهج ممتاز إذا كان المدرس الذي يتناوله ويقدمه للطلاب, ليس على مستوى, وليس مخلصاً ولا غيوراً, بل يقدمه بغير اهتمام وبغير جدية, وبكثير من الرخاوة, بل ربما صور لهم المنهج بغير صورته التي هو فيها, فنحن لا نقلل من قيمة المنهج وأهميته, فلا شك أن له درواً كبيراً في ربط العملية التعليمية, وفي تنشئة الأجيال.
ولكن ينبغي أن نعلم أن المنهج لا يحقق الأهداف من ورائه، إلا إذا وجد المدرس الناجح الذي يسعى إلى تنفيذه, ولو أننا أمام منهج أقل كفاءة وأقل نجاحاً وتولاه مدرسون أكفاء لاستطاعوا -بإذن الله تعالى- بإخلاصهم, واجتهادهم, ومبادراتهم الشخصية أن يتغلبوا على عيوب المنهج وعلى نقائصه.