أيها الأحبة: إن الجهاد ماضٍِ إلى يوم القيامة، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: {لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية} فالجهاد باقٍ، والنية باقية، وعلينا أن ندرك أننا سوف نخوض المعارك مع أعدائنا، كما قلتُ اليومَ أو بعد سنةٍ أو بعد عشرين سنة نحن أو أولادنا، وأن هذا العدو الكافر شأنه شأن من تَحَدَّث عنه أصحاب الكهف: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} [الكهف:20] .
وقد ظهروا على المسلمين بقوتهم، واقتصادهم وسلاحهم، فهم الآن يخيرون المسلمين بين أمرين: إما أن يكفروا، ويتنصروا، ويتخلوا عن دينهم، وإما القتال، ونحن نعلم أن المسلمين لن يرضوا بالدنية في دينهم، وإن ارتد منهم من ارتد فسوف يأتي الله تعالى بخير منهم كما وعد، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} [المائدة:54] .
فانظر كيف أشار إلى الجهاد هنا: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المائدة:54] وكذلك في شأن المال قال الله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38] .