إنَّه يتدخل أولاً: للحيلولة دون وجود دولة إسلامية في الصومال، ونزع سلاح الفرقاء، وهو يعني في الحقيقة نزع سلاح المسلمين، لأن هناك قوة إسلامية متنامية في الصومال، وقد ذكرت لكم في المجلس السابق نموذجاَ لهذه القوة، وإلا فإن الأمر أكبر مما ذكرت.
إذاً هناك عملية نزع سلاح المسلمين في الصومال، وفرض الوصاية أو الحماية الدولية على المسلمين هناك، والذين جاءوا لنزع السلاح من المسلمين، يجب أن تعلموا أنهم كانوا بالأمس يغذون جميع الفرقاء، فإن المتحاربين الرئيسيين في الصومال كليهما من العلمانيين، وهم مدعومون من إيطاليا، ومن الدول والقوى الغربية، بل لقد سقطت طائرة إغاثة في الصومال فوجد المسلمون فيها أسلحة تسرب إلى المتقاتلين! ومع ذلك جاءوا اليوم ليقولوا لنا: أتينا للننزع السلاح ونفرض الأمن على هذه الدولة المسلمة! إذاً الهدف الأول: هو الحيلولة دون وجود دولة إسلامية في الصومال، وفرض الوصاية الغربية، وإنني أقول لكم أيها الإخوة بملء فمي، ودون مدارات ولا مغاربة: لقد عادت عصور الاحتلال والاستعمار من جديد، وقد شهد من قبلنا، وشهد بعض كبار السن فينا، عصوراً كان الاستعمار فيها يرحل من بلاد المسلمين، ليجعل نوابه وعملاءه يقومون بالمهمة، أما اليوم فنحن والجيل الذي يعيش، نشهد ميلاد الاستعمار المباشر من جديد، ولم يعد الغرب يكتفي بوجود من يمثلونه في بلاد الإسلام، ولا يكتفي بوجود الوصاية غير المباشرة، بل إن الغرب أصبح يتدخل مباشرةً في البلاد الإسلامية، وقد قرأتُ بنفسي في الجرائد، ومنها جريدة الحياة كلاماً يتعلق عن فرض الوصاية الأمريكية على الصومال.