إن الإيمان بأن النصر من عند الله تعالى وأن الله تعالى يمنحه للمؤمنين المخلصين الصادقين، إن هذا الإيمان ضرورة للأمة لكي تحقق إيمانها، وتلتزم بدينها، وتعود إلى شريعة ربها، وتراجع مسيرتها، وتتوب إلى الله تعالى من كل الذنوب، والأخطاء، والمعاصي، سواءً كانت ذنوباً فردية على سلوكنا الشخصي، أو في أُسرنا، أو في مجتمعاتنا، أو على مستوى الدول، فإننا نعلم أن ما عند الله تعالى لا ينال بمعصيته، وإنْ تساوينا نحن وعدونا في المعصية، فإنهم يغلبوننا بقوة العتاد والسلاح.
أما إن صدقنا الله تعالى وفرغنا قلوبنا من كل إرادة تخالف إرادة الله تعالى فوالله الذي لا إله غيره، لينصرنا الله تعالى نصراً عزيزاً مؤزراً، وأقول كما قال الإمام/ ابن تيمية رحمه الله، حينما حلف للمسلمين أنهم منصورون على التتار، قالوا له: قل إن شاء الله، قال: (أقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً، وإلا فالنصر حاصل لا محالة) .