دروس وعبر

وأخيراً لابد من أخذ الدروس والعبر من هذه الأحداث، ومن أهم الدروس والعبر التي نأخذها أن الدين والحق يجب أن يحرس بالقوة.

دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب وقد لان منه جانب وخطاب فلما دعا والسيف بالكف مصلت له أسلموا واستسلموا وأنابوا وأمامنا أمران: الوحي والقوة، من كان يريد الإقناع نقنعه بالوحي، ومن لا يريد نقنعه بالقوة.

وكما قيل: فما هو إلا الوحي أو حد مرهف تقيم جناه أخدعي كل مائل فهذا دواء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل وكذلك من الدروس المهمة، أن من الخطورة بمكان أن تضع الأمة مستقبلها في يد فرد واحد يجرها إلى الهاوية ويجرها إلى المهالك، فيتخذ قرارت خطيرة من اجتياح دول وإعلان حروب وأعمال كثيرة، دون أن يراجع في ذلك الأمة التي سوف تخوض المعركة معه، أو تبتلى بما ابتلي به، أو تخوض مهالك ولا أقول معارك، وما ذلك إلا بسبب أن الأمة الإسلامية -كما قلت- هُمِّشت، وأصبحت على الجانب، وأصبح القرار يتخذه فرد واحد.

فإذا كان طاغية اتخذ ما يشاء من القرارات، فيقتل من يشاء، ويبيد من يشاء، ويعزل من يشاء، ويتآمر على من يشاء، ويجتاح من الدول ما يشاء، ويفعل بأموال المسلمين وأعراضهم وأشخاصهم ما يشاء دون حسيب ولا رقيب، فهذه من أهم الأخطار التي بليت بها الأمة، ومن الدروس التي يجب أن نتعلمها هي: أن الأمة ما ضاعت إلا بسبب أن أمورها كانت بيد فرد واحد.

أيها الإخوة: في ختام هذا الحديث أود أن أذكر الإخوة جميعاً، بأننا ينبغي أن نكون واثقين بنصر الله تعالى للمؤمنين، وينبغي أن ندرك تماماً، أن كل ما يصنعه الله عز وجل ويدبره، ويقدره هو لخير الإسلام والمسلمين، فقد يظهر لنا بادي الرأي، أن أموراً فيها ضرر، ولكن عاقبتها إلى خير، فينبغي أن نكون أصحاب قلوب واثقة بالله عز وجل، وأن نرى بجميل الظن ما يصنعه الله تعالى لنا ولديننا ولأمتنا، وأن نعلم أن الأمة عاشت زماناً طويلاً في غيبوبة وغفلة وضعف، وأن هذه الأشياء سوف تحيي بإذن الله موات هذه الأمة، وترفع معنوياتها، وتجمع كلمتها، وتوحد صفها، وتنبهها إلى أخطائها، وتجعلها تعرف عدوها من صديقها.

إنني والله الذي لا إله غيره، واثق كل الثقة أن هذه الأمور التي حصلت في الماضي، والتي تقع الآن وفي المستقبل، أنها أشياء يدبرها الله تعالى لمصلحة هذا الدين، ومصلحة أهل هذا الدين.

وإني لأدعو الله حتى كأنما أرى بجميل الظن ما الله صانع وأننا نتربص بهم ريب المنون، وننتظر الأيام التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين أخبر أننا سنقاتل اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم، يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله، حتى جاء في رواية عند أبي نعيم، والبزار، والطبراني وسندها حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تقاتلون المشركين على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه} قال الراوي: والله ما أدري أين الأردن يومئذٍ.

إذاً هناك جولات قادمة لهذا الدين، وهناك زحف متدين من أهل لا إله إلا الله، سوف يكتسحون أعداء الله، من البعثيين، ومن اليهود، ومن النصارى، ومن جميع أعداء الدين، فإن جيش محمد صلى الله عليه وسلم سوف يعود.

وإن عرف التاريخ أوساً وخزرجاً فلله أوس قادمون وخزرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015