إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أيها الإخوة الأحبة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن هذه الليلة التي نرجو الله تعالى أن تكون ليلة مباركة علينا وعليكم، وعلى جميع المسلمين، هي ليله الثلاثاء لعله الثامن والعشرون أو التاسع والعشرون، ولا نريد أن نؤرخ بالتاريخ الميلادي، وإن كان التاريخ الميلادي أصبح معروفاً عندكم بلا شك في هذه الليلة خاصة، حتى إن أحد الشباب من الرياض كتب إلي رسالة؛ يقترح أن يكون موضوع هذه المحاضرة (خمسة عشر يناير) يقول: لأن هذا العنوان لا يسمعه أحد إلا تعجب، وأحب أن يدرك ما وراءه.
أيها الإخوة: حديث الساعة، هو عن القضايا التي يعيشها المسلمون في هذه الأيام، بل في هذه الشهور، بل في هذه السنين، ولعل من أعظم ما ابتليت به الأمة الإسلامية اليوم -أيها الأحبة- أنها أصبحت أمة معزولة عن قضاياها، ومشاكلها، وأمورها الكلية، فأصبح الفرد العادي في الأمة الإسلامية صاحب اهتمامات هامشية وفرعية وجزئية، ومشغولاً بقضايا لا قيمة لها عن القضايا الخطيرة والمؤثرة في حاضره ومستقبله.