مأساة العراق

Q يعيش خلقٌ من المسلمين في العراق تحت مأساة لا يعلمها إلا الله، فهم بين حكمٍ جائر وحصار ظالم، فما الحكم الشرعي في دعم النظام العالمي الجديد أو ما يسمى بالقوى الإلحادية بالهيمنة على بلاد المسلمين؟

صلى الله عليه وسلم إنها مأساة من إحدى مآسي المسلمين، إن شعباً بأكمله، وعشرات الملايين من الناس يفرض عليها حصار بما فيهم من تقاة وصالحين وزهاد، وأهل علم، وأهل دعوة، وأهل اجتهاد وما فيهم من أطفال، بل وحتى هذه الأمم بأكملها يفرض عليها حصار حتى يتحول الكثير منهم، ويصبح البحث عن لقمة العيش الهم الأوحد والأكبر لهم، حيث الظروف الصعبة والقاسية التي أستطيع أن أقولها وأنا مطمئن: إنه لا يوجد بلدٌ آخر في العالم يعاني مثل هذه المأساة الرهيبة الكبيرة، إنه لغباء أن نعتقد أن العالم الغربي يقصد من وراء ذلك إسقاط النظام العراقي، بل إن العالم الغربي ربما يريد بقاء ذلك النظام ليحقق مصالح عدة: أولها: الحصول على التعويضات والمطالب التي يطالب بها.

ثانيها: مزيد في إنهاك القوة العسكرية في العراق والحصار عليه ومنعه من تجديد قوته.

ثالثاً: إنه يهدف من وراء ذلك أيضاً إلى إنهاك هذا الشعب المسلم وترسيخ جذور العداوة في نفوسهم ضد الشعوب الأخرى المجاورة لهم.

إضافة إلى أن هذا الرجل الذي يقف على سدة الحكم في العراق، لن يكون هناك من يستطيع أن يقوم بهذا الدور كما يقوم به هو، ولذلك عملوا هذا الحصار مع أن إمكانية تغيير النظام قائمة وأعتقد أن بمقدورهم وفي ميسورهم ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم، ولكن الأهداف أكبر من ذلك، إنها مسؤولية المسلمين جميعاً أن يقفوا مع إخوانهم، مع شعب العراق في دعمه وتأييده، إنه بحاجة الى الكتاب الإسلامي الذي يشرح له المنهج السلفي الصحيح ويعيده إلى الصواب، وقد بلغني من إخوة ثقات بأن عدداً من الشيعة في العراق بدأو يتحولون الى منهج أهل السنة وعلى طريقة سلفية واضحة، ويتحمسون في ذلك ويدعون إليه، وهذا يبشر بخير، وأهل السنة أيضاً عندهم صحوة منتشرة، ولكنها مستترة خوفاً من البطش والعسف والإرهاب، فضلاً عن أن الناس هناك يعانون مصائب جمة من جراء ذلك الحصار.

فكما أسلفت: أصبح الحصول على لقمة العيش قضية مكلفة وشاقة، ولك أن تتصور شعباً من الشعوب كم سيفقد من كرامته وأخلاقه واعتزازه إذا ظل سنوات يعاني من ذلك الحصار، فهي مسئوليتنا جميعاً وعلينا أن نتحمل المسئولية في أي بلدٍ آخر في الصومال أو البوسنة والهرسك أو السودان، أو مصر أو في غيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015