المشكلة الثالثة: مشكلة الاعتزال، حيث الزوج مشغول كما أسلفت، والنشاطات للمرأة والجهود لتعليمها العلم الشرعي وتربيتها على العبادات وعلى الخير قد تكون قليلة، وربما هي في رمضان أفضل من غيره، لكن في سائر السنة أقل.
والمجتمع الغربي مجتمع مختلط، ومجتمع سافر وإباحي، ومجتمع متبرج، وبالتالي المناظر المغرية كثيرة، وكل مكان يذهب إليه الرجل أو تذهب إليه المرأة فيه إحراجات لا تنتهي.
ولذلك يخرج الزوج ولكنه يدع الزوجة في كثير من الأحيان في المنزل، ويمنعها أن تمشي ولو على السيارة عبر الشوارع، وهذا قد لا يفعله بعض الإخوة، وبعض المؤسسات الطلابية التي تقوم على جهود الطلاب، وعلى أسرهم وعلى عوائلهم، وقد يكون فيها مناسبات لتجمعات نسائية.
لكن إذا كانت أحاديث مفيدة واجتماعات نافعة وأشياء يستفيد منها الإنسان في دينه أو في دنياه فهذا شيء طيب، أما الاجتماع على حديث ضار أو على تلاقي الناس -مثلاً- أو على غناء أو ما أشبه ذلك، فهذا مما يزيد الطين بلة كما يقال، ويجب أن نكون نحن في أسرنا ومؤسساتنا الطلابية ومدارسنا ومراكزنا ونوادينا صورة صادقة على المسلم الملتزم المتدين البعيد عن كل ما يعارض الإسلام.
إذاً على الزوج مسؤولية في محاولة إزالة هذا الشعور العميق بالعزلة الذي تعانيه المرأة في مثل ذلك المجتمع.