القائلون بأن وسائل الدعوة توقيفية، يعنون -والله أعلم- أن جوهر الدعوة من عند الله تعالى، فلا بد من الدعوة إلى توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة، ولا بد من تربية الناس على هذا المعنى العظيم، الذي بعث من أجله الرسل، وأنزلت من أجله الكتب، وعقدت من أجله ألوية الجهاد، ألا وهو دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:59] {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [هود:2] {قولوا لا إله إلا الله تفلحوا} فهذا المعنى العظيم يجب دعوة الناس إليه، وتربيتهم عليه، وتعليمهم له، والدندنة حول هذا المعنى دون كللٍ أو ملل، فهذا لا شك أنه حقٌ كله، ويجب أن يكون موضوع اتفاق بين الجميع.