المطالبة بالحقوق الانتخابية والتشريعية

النقطة الأولى: المطالبة بحقوق المرأة التشريعية، والانتخابية، حتى إن إحداهن أصبحت مديرة تحرير لإحدى الصحف، فكتب أحدهم معلقاً على ذلك يقول: ليت الرجل الظالم يعطي المرأة ما تستحقه من حقوق، ويتيح لها فرص الإبداع، يعطي المرأة! لماذا تطلب من الرجل أن يعطي المرأة ما تستحقه من حقوق ويمنحها فرصة الإبداع؟! إن المرأة تستطيع أن تحصل على حقوقها، وتصل إلى ما تريده من الإبداع، وفق كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم دون أن تأخذ إذناً منك، أو من غيرك بهذا الأمر.

ومما يؤكد لك أن القضية ليست مجرد الحصول على حقوق تشريعية في الانتخاب أو الترشيح؛ لا، بل الأمر أبعد من ذلك- فقد كتبت إحداهن من لندن مقالاً هو كما يلي: وهو في صوت الكويت، عنوانه: المساواة أساس البناء السليم، واسمع ماذا تقول: من خلال متابعتي لمنبر القراء لفت نظري تناول كثير من الإخوة لقضية المرأة بأسلوب لم يعد ملائماً لعصرنا الذي تتقدم فيه الشعوب أكثر مما نتقدم نحن، ولذلك دفعتني هذه الآراء لكتابة هذا الرأي حول وضعية المرأة في مجتمعنا العربي، حتى نثير حولها النقاش، ونرفع عنها وصاية الرجل، فالمرأة ذلك المخلوق البشري الذي يصر غالبية الرجال على وصفه بالكائن الجميل، الوديع، محاولة منهم دغدغة المشاعر، والغرور الأنثوي عبر إطراء فارغ الفحوى والمعنى، وإقناعاً للنفس بتناسي حقيقة هذا الكائن القوي النشيط، الذي بات يشكل خطراً على ما اكتسبوه قسراً عبر حقب زمنية بعيدة، بالتحكم بمصيره، والوصاية عليه دون إذن، أو انتخاب مسبق من صاحبة الشأن: المرأة.

هذا المخلوق بقدرته على العطاء اللامحدود، وإنكاره للذات، وبقائه في الظل كالجندي المجهول؛ يستحق منا أن نعيد قراءة وفتح ملف قضيته الأزلية بتمعن واهتمام، وهي قضية يمكن اختصارها بكلمة واحدة هي: "المساواة"، ولنثبت فعلاً تطبيق المعنى الحقيقي لشعارات نطلقها هنا وهناك، مثل التحضر، والحرية، والسلام، ومادمنا نقترب من توديع عامنا الحالي، والذي كان غنياً بأحداثه السريعة، فإنني أجدها فرصة لدعوة بنات جنسي بمطالبة هذه المنظمات الإنسانية بطرح قضيتنا العادلة عبر الأروقة، والزوايا المعنية، وعدم الاستهانة بمطلبنا في المساواة، الذي تتحدد عليه ملامح الأسس الرئيسية لمفهوم الحضارة والرقي.

ثم تختم بقولها: إن مطلبنا محدد وجوهري: ارفعوا الوصاية وامنحونا استقلالاً ذاتياً، إذ لم نعد قُصَّراً، بل كبرنا، وكبرت معنا كل المفاهيم للقيم والكفاءة والجدارة لكي نستطيع أن نمد أيدينا دون خوف من نكث للعهود، ونسير معاً جنباً إلى جنب نبني مستقبلاً عادلاً مليئاً بالحب والسلام، مبنياً على الثقة المتبادلة، والمنافسة الشريفة التي تعطي للجميع حقوقاً وفرصاً متساوية، وعندها فقط نستطيع أن نقول: بأننا نعيش في عالم متحضر حقاً.

ثم تقول في ثنايا المقال: إنها ليست تطالب فقط بخلع الحجاب، وما أشبه ذلك، فهذا أمر انتهى، ومثل هذه القشور قد انتهينا من المطالبة بإبعادها، لكنها تريد أمراً أبعد وأكبر من ذلك، وهو أن تكون المرأة والرجل على قدم المساواة في جميع الحقوق وجميع الفرص، إلى هذا الحد! وكتب آخر يعلق على هذا المقال، ونشر، وكنت أظنه يرد عليها أو ينتقدها، وإذا به وهو آخر من بريطانيا، وأنا أستغرب أن معظم المقالات، ومعظم الكتابات تدور حول لندن، فكتب الآخر من لندن يقول: إن المرأة يجب ألا تنتظر الرجل حتى يعطيها حقوقها التي تطالب بها قبل قليل، وإنما يجب أن تنتزع هي هذه الحقوق بالقوة من خلال إصرارها، وصبرها، وعنادها، وإلحاحها، وإننا يجب أن نربي المجتمع رجالاً ونساء على معرفة حقوق المرأة والمحافظة عليها.

وهناك امرأة في الكويت تدير ديوانية مختلطة.

وفي الوقت الذي يطالبون فيه بحقوق المرأة نراهم يحجبون هذه الحقوق عن جزء من أهم أجزاء المجتمع بحجة العلمنة مرة، وبحجة سوء استخدام السلطة مرة أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015