الهجوم على الجماعات الإسلامية

كما أصبح كثيرون يشكون -مثلاً- في قضية العقوبات الإلهية التي ينزلها الله تعالى بمن يخالفون أمره، وأصبحنا نجد حملة ضارية شرسة في عدد من الصحف على مجموعة من الدعاة لمجرد أنهم قالوا: إن ما نزل من البلاء والمصيبة كان بسبب ذنوبنا ومعاصينا، وهل هذا الأمر يحتاج إلى إثبات بعد أن قال الله تعالى لصفوة البشر بعد الرسل والأنبياء لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أصابهم ما أصابهم، قال الله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165] ؟! فكيف نعتقد الآن أننا بمنجاة من عقوبة الله تعالى؟! لقد وقف كثيرون ضد من فسروا الحدث بأنه عقاب، وقالوا: يجب عليكم إذاً أن تعتقدوا أن الحرب ضد عدوان العراق كانت حراماً، وأن هؤلاء الذين احتلوا بلاد الكويت كانوا جنود الله، ثم قال أحدهم: فلماذا وقفتم ضد الاحتلال؟ ولماذا طالبتم بالجهاد أنتم والجماعات الدينية الأخرى؟ وهاهنا يطول عجبي! فإنهم قبل قليل كانوا يتهمون الجماعات الدينية -كما يسمونها-، ويتهمون الدعاة إلى الله تعالى، بأنهم وقفوا مع العراق ضد الكويت، وأيدوا احتلال الكويت فإذا بهم ينقلبون في موقف من المواقف، ويقولون: إذاً فلماذا وقفتم ضد الاحتلال، وطالبتم بالجهاد أنتم والجماعات الدينية؟ فيعترفون بأن الجماعات الدينية -كما يسمونها- وأن الدعاة إلى الله تعالى قد وقفوا ضد الاحتلال وقاوموه، وطالبوا بالجهاد لكن هذا الاعتراف لا يدوم إنما يقولونه فقط عند الحاجة، ثم يقلبون ظهر المجن ليقولوا لهم كلاماً آخر إذا احتاجوا إليه.

وأحدهم كتب مقالاً عنوانه: (البطريركية والقساوسة الجدد) ، صب فيه جام غضبه على مجموعة من الدعاة؛ لأنهم دعوا الناس إلى تقوى الله تعالى، وخوفوهم عقابه، وقالوا لهم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى:30] وقال: كلا، ليس ما أصابنا بما كسبت أيدينا، ولكن مصيبة الكويت سببها كثرة الجماعات الدينية التي جعلت الإسلام حصالة نقود، وكلما طالت ذقونهم، وقصرت (دشاديشهم) -هذه عبارته- صغرت عقولهم، وعندما ظهروا على الساحة انحبس المطر، وجف الضرع، ومات الزرع، وكثرت المصائب، ومزقت الأوراق، وقطعت الأرحام، وارتفعت حالات الطلاق، وقل الزواج، وكثر السفر إلى بانكوك، وكثرت مصائب الله تعالى بها عليم.

إنها لمصيبة أن تنسينا المنافسة غير الشريفة مبادئ العدل التي نتغنى بها، والذي به قامت السماوات والأرض، فنستغل هذا المنبر الشريف -الصحافة- لأفكار وأقوال وآراء غير شريفة، وعبارات غير نظيفة نلصقها بأولئك الذين لا نحبهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015