الأمانة الخاصة

أما الأمانة الثانية فهي الأمانة الخاصة، التي تكون على كل إنسان بحسب موقعه ومسئوليته، فالحاكم يحمل أمانة رعاية شئون الناس، والنصيحة لهم، حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: {ما من والٍ يسترعيه الله على رعية ثم لم يحطهم بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة} فالحاكم مؤتمن على رعيته التي تولاها، يجب عليه أن ينصح لهم، والنصيحة لفظ عام، أي أن يقوم هذا الحاكم بالعمل على كل ما يكون سبباً لخير الناس، في دينهم ودنياهم، ومن ذلك -مثلاً- أنه يجب على هذا الحاكم أن يرفق برعيته، فلا يحملهم من المسئوليات، أو الأنظمة، أو التكاليف، أو الضرائب، أو غيرها ما يشق عليهم ويثقل كواهلهم، ولذلك ورد عن عائشة رضي الله عنها كما في صحيح مسلم: {أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم رفق الله تعالى به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم شق الله تعالى عليه} فمن واجب الحاكم أن يرفق برعيته، فلا يحملهم مالا يطيقون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015