دور العلماء تجاه البدع والمنكرات

Q نود أن نعرف ما هو دور العلماء تجاه العامة، حيث إن البدع منتشرة في كل مكان، وأن الشباب يسافر بكثرة إلى بلاد الإباحية، حيث الموت والدعارة، فما هو دور العلماء تجاه وقف هذه المساوئ؟

صلى الله عليه وسلم الحقيقة هذا دورنا جميعاً، دور المجتمع بكافة قطاعاته، والعلماء يقفون في رأس القائمة كما أسلفت فدوري ودورك لا يعني أننا تخلينا، أنا أستطيع أن أقوم بدور تجاه إخوتي، تجاه أقاربي، تجاه جيراني بالإصلاح والدعوة والأمر والنهي، وأبذل ما أستطيعه، لأن هذا خطر يكتسح الأمة كلها، ولا بد من النفير العام لمقاومة هذه المنكرات، كل إنسان له دور، لكن العلماء دورهم أكبر، وخاصة في المنكرات العامة كما ذكرت، والمنكرات الرسمية، والمنكرات التي يتعذر علي وعليك كأفراد القيام بها، وأحياناً يبدو لي -والله تعالى أعلم- أن العالم ينكر، لكن قد لا يستطيع أن يزيل المنكر لأن العالم كما أسلفت ليس سلطة، بل هو مجتهد يقوم بواجبه، فقد يُسمع له وقد لا يحدث ذلك أحياناً.

وعلى كل حال كما قال الله جل وعلا: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] .

وبعض الإخوة يسألونني، يقولون: هناك في مصر وفي بلاد كثيرة جداً من بلاد العالم، ولا أكتفي ببلدي، توجد منكرات كذا وكذا، وتجد الواحد يسرد عليك قائمة طويلة عريضة، ولا بد من الإنكار والتغيير، صحيح الإنسان يغير بقدر ما يستطيع، لكن لا يعني ذلك أنه يلزم أن نفلح في التغيير، ثم هذه منكرات أحياناً قديمة، ووجدت واستقرت في قلوب الناس فتغييرها يحتاج أحياناً إلى وقت.

وأنا أقول: البشائر طيبة، الآن كون الشباب غيور متحمس للتغيير والإنكار، وما اقتصر الشاب على مجرد الصلاح والتردد على المسجد، صار يحمل هم الدعوة إلى الله، هم الإصلاح، هم التغيير، أنا أقول: هذه بشرى لكن هذه البشرى يجب أن تضبط بأن يقال للشاب: اعمل بهدوء، اعمل بحكمة، اعمل برفق، حتى تستطيع أن تصل، ووالله الذي لا إله إلا هو أجزم أو أكاد أجزم لو أن كل داعية تحلى بالصبر والحكمة، والرفق والاتزان في تغيير المنكر، ما مر وقت طويل إلا وقد أفلح الدعاة إلى الله عز وجل في إزالة منكرات كثيرة من المجتمع، لأن الذي يتخلل المجتمع بهدوء وسهولة تقل معارضته من قبل جميع الناس، وبالتالي يستطيع أن يصل إلى ما يريد، لكن الذي يغير بقوة يستثير الناس ضده، ويستفز الناس ضده، وبالتالي يقف الناس في وجهه، فيحاربونه حتى يسقطوه، وقد يتأثر هو نفسه، ويقع في هذه المنكرات أو ييأس من روح الله جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015