Q أرجو التنبيه على مسألة أخلاق شبابنا المستقيم، وأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم، وأين نحن من أقواله صلى الله عليه وسلم، ولماذا لا نزن أخلاقنا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم؟! وأرجو أن توجه السؤال لنا جميعاً: أين نحن من تعلم القرآن الكريم، وحفظه حروفاًَ وحدوداً، أليس هذا أول معالم الطريق إلى الله تعالى والدار الآخرة؟!
صلى الله عليه وسلم بلى والله، أما مسألة الخلق فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مالك في الموطأ وابن سعد وغيرهما يقول: {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} ويقول: {إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق} فحدد صلى الله عليه وسلم مهمته ورسالته في تتميم مكارم الأخلاق وصالحها، فإن قلنا: الأخلاق تشمل معاملة العبد لربه، ومعاملته للعباد، فلا إشكال، وإلا فيكون المقصود أن قوله إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، المقصود بيان أهمية الخلق في الإسلام، كما في قوله صلى الله عليه وسلم {الحج عرفة} يعني أن عرفة أهم ركن في الحج، فالأخلاق أيها الإخوة! باب عظيم، والناس كانوا يعرفون جمال الإسلام من خلال أخلاق أهله، فكان اليهود إذا رأوا أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، أو أخلاق بعض الصحابة قالوا: هذه أخلاق أنبياء، ثم أسلم بعضهم، هذه أخلاق أنبياء، وفي ذلك قصص عجيبة، بل والله من بعض علمائنا ودعاتنا المعاصرين، من إذا عايشته وعاشرته، ورأيت من حلمه وسعة باله، ولطفه وحسن خلقه، ما يجعلك تقول هذه والله أخلاق أنبياء، وكما أسلفت نحن لا ينبغي أن نأخذ عن علمائنا فقط الأحكام المجردة والعلم النظري، ينبغي أن نأخذ عنهم السمت والهدي، والخلق الحسن، والله نسع الناس بأخلاقنا ولا نسعهم بأعمالنا، ولو ملكنا حسن الخلق، والتلطف والتودد، والإحسان إلى الخلق، لانفتح علينا من أبواب الخير والصلاح الشيء العظيم، وإنني أعتقد أن هذا الإقبال من الناس على الإسلام، لعل من أسبابه وجود بعض الصالحين، ذوي الخلق الحسن، الذين قرب الناس منهم وهداهم الله تعالى على أيديهم.
كذلك مسألة الاهتمام بالقرآن الكريم هذا أمر صحيح، بعض الطلاب قد تجده أحياناً لا يتقن قراءة القرآن نظراً فضلاً عن حفظه، فضلاً عن حفظ معانيه، فضلاً عن العمل به، قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30] .