لقد فشل في هذه المهمة الشاب الذي تعود أن يجلس في مدرجات الكرة، وفشل الشاب الذي تعود على (التفحيط) في الشوارع، وفشل فيها الشاب الذي لا يجيد إلا سماع الأغاني والتلذذ بها، ونجح فيها الشاب المؤمن المتدين، نجح فيها رهبان الليل أصحاب الأيدي المتوضئة، والجباه المتتفنة، والقلوب الحية، ونجح أصحاب اللِّحى، أصحاب الثياب القصيرة، وأصحاب التعبد لله عز وجل، شباب الصحوة الإسلامية، وأثبتوا للأمة كلها أنهم هم الذين تعدهم الأمة للنوائب والشدائد والملمات، وحين أقول هذا فإنما أريد من ورائه الشد على أعضاد هؤلاء الشباب، ودعوتهم إلى مزيدٍ من العطاء، فقد بيضتم أيها الشباب وجوهنا، ورفعتم رءوسنا، وكنتم كما قال أحدهم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه: كنت أرى سعيداً وكأنه راهب يطوف على نساء الحي وهو يقول: هل لكن حاجة فأشتريها، هل لكن كذا؟ هل لكن كذا؟ إنه يشعر أنه يقوم بعبادةٍ حين يفعل مثل هذا العمل.