الاقتناع بأن المصائب بسبب ذنوبنا

فنسأل أنفسنا: هل نحن مقتنعون بأن ما أصابنا هو فعلاً بسبب ذنوبنا؟ أم أننا مازلنا نفسر الأمر تفسيراً مادياً؟ أنا لست أنكر أن مطامع البعث العراقي هي السبب فيما جرى، وحزب البعث العراقي يخطط لما يسميه بالوحدة القومية، التي تكلم عنها ميشيل عفلق في كتابه سبيل البعث وقال نحن لا نؤمن بالوحدة الساكنة التي تأتي من نفسها، إنما نؤمن بالوحدة الثورية المقتحمة المهاجمة، فهم ينادون بالوحدة، ويقولون: لا مناص لنا إذا أردنا أن نكون واقعيين من أن نؤمن بأنه لابد من معركة شرسة، فحزب البعث الذي يحكم العراق ويحكم سوريا أيضاً، ينادي بوحدة عربية، لا تأتي من قبل نفسها ساكنة وإنما تأتي على الجثث والأشلاء والدماء، وتتم بالحديد والنار، هذا صحيح، وهذا من الأسباب؛ لكن من الذي حرك هؤلاء؟ ومن الذي دعاهم؟ ومن الذي مكن لهم؟ إنها ذنوبنا، ذنوبنا التي خذلتنا في المواجهة، وجعلت هؤلاء الأعداء وغيرهم يتسلطون علينا، ولو لم يتسلط علينا حزب البعث لتسلط علينا غيرهم، ومن قبل تسلطت علينا إسرائيل وتسلط علينا النصارى، وسامتنا شعوبٌ كثيرةٌ سوء العذاب، حتى أصبح حال المسلمين كما قال الأول: إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجدا فريدا بأيدينا أضعناه أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصا جناحاه كم صرفتنا يدٌ كنا نصرفها وبات يملكنا شعب ملكناه فأول خطوة أن نسأل أنفسنا: هل اقتنعنا فعلاً أن ما أصابنا من مصيبة فبما كسبت أيدينا؟ وهذا قول الله عز وجل، أم مازلنا نغالط، ونجادل في الحقائق، ونقول: هذه لها أسبابٌ مادية وهي: كيت، وكيت، وكيت، والأسباب المادية كلها صحيحة وعلى العين والرأس؛ لكن وراء الأسباب المادية السبب الشرعي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015