الأمر الأخير من الأمور المعينة على الصبر: أن يدرك الإنسان أن النفس وما تعودت، فإذا عودت النفس على الصبر؛ اعتادت، وإذا عودتها على الجزع؛ ظلَّت في قلقٍ مقعدٍ مقيم قال الشاعر: والنفس طامعةٌ إذا أطمعتها وإذا ترد إلى قليلٍ تقنع ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: {ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغني يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر} فإن العبد إذا عود نفسه على الصبر والتحملُ؛ اعتادت وصبرت وتحملت {ومن يتصبر يصبره الله} أي: أن الصبر عطاءٌ يعطيه الله تبارك وتعالى من يعلم أنهم يجاهدون قلوبهم على الصبر، ولذلك قال: {وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر} .