وهي التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم اختلفوا فصاروا هكذا، وهذا إشارة إلى شدة اختلافهم وتنازعهم ومع الاختلاف فكل واحد يُخطِّئ الآخر، وهذا يذم هذا، وهذا ينتقض هذا، وهذا يخطئ هذا، اختلفوا وصاروا هكذا لا تدري من المحق من المبطل، ومن الصادق من الكاذب، ومن الجاد من الهازل.
ولا شك أن هذه الصفات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو وجد شيء منها الآن! بل وجدت بدايتها منذ زمن بعيد، منذ عهود التابعين؛ بل منذ أواخر عهد الصحابة وجدت بدايات، فمثلاً: ضعف الدين وجد، ضعف اليقين وجد، ضعف الأمانة وجد، نقض العهود وجد، اختلاف الناس وجد وهو موجود الآن، فقد يقول بعضكم: هذا مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، اختلف الناس اليوم كل إنسان يدعي أنه على الحق وغيره على الباطل.
وكل يدَّعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر له بوصل وضاعت الأمور فلا ندري من نصدق، ولا ندري الصواب من الخطأ، ولا ندري ولا ندري، فيأتي إنسان فيصور الواقع الذي يعيشه ويطبقه على هذا الحديث، نقول له: لا، رفقاً، انتظر قليلاً.