الحرب بين العراق وإيران وحرب الخليج

ومن فتنهم المتأخرة تلك الحرب التي دمرت الأخضر واليابس، القتال بين العراق وإيران والتي استمرت ثمان سنوات وذهب من قتلاها مئات الألوف، فضلاً عن الأموال الكثيرة التي ذهبت بسببها، فهذا يدل على ما جبل عليه أهل تلك البلاد من البطش، والشدة، والعنف، والحب للحروب، وإثارة الفتن.

وكذلك هذه الفتنة التي يعيشها المسلمون اليوم فإنها جاءت من قبل تلك البلاد.

فما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم واقع لا محالة، وأقل البلاد فتناً وأكثرها اطمئناناً وأبعدها عن القتل والقتال وسفك الدماء، تلك المواطن التي أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها من مواطن الإسلام، وذلك كبلاد الشام وبلاد اليمن والجزيرة العربية بشكل عام وخاصة أرض الحجاز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذه المواطن أنها من الأماكن التي يفيء إليها الإسلام ويرجع إليها، وحين تتحقق الغربة يكون الإسلام في مجمله ومعظمه في تلك البلاد، وهذه ليست قاعدة مطردة، فقد يكون بلد من هذه البلاد يوماً من الأيام تغلب عليه أهل الشر والفساد، وحكموه كما حكمت النصيرية والشيوعية، وكما حكمت أديان وملل ومذاهب، لكن العبرة بالغالب، فلا يشكل على الإنسان أمام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوجد وقت من الأوقات حكم فيه بعض هذه البلاد قوم غير مؤمنين، أو حكمت بغير ما أنزل الله عز وجل، فالعبرة بغالب الأحوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015