Q الناظر الآن في أحداث الخليج عموماً، وخصوصاً ممن لم يساير الأحداث، يتصور أن الأوراق قد اختلطت، وأن الخطط التي كانت مرسومة قد خرجت عما كان مراداً لها، فهل هذا واقع؟ أم أن الخطط التي كانت مرسومة لا زالت تسير كالمراد منها؟
صلى الله عليه وسلم دائماً أقول يجب أن نعطي الناس حجمهم المعقول، لا يكبر الناس في عيوننا حتى يغطوا على أفهامنا! مهما كبر الناس، ولو كانت أمريكا أو روسيا أو إسرائيل أو أي دولة كبيرة، يجب أن نعتبرهم أنهم بشر، ويخططون ويكيدون ويفشلون أيضاً، لا نكبر الناس فنصغر أنفسنا ونصغر إمكانياتنا، فهنا يبيض الشيطان ويفرّخ! لا يرسمون ويخططون، ويفاجؤون بأشياء كثيرة ما كانت لهم في حساب، ويغيرون خططهم بناءً على هذه الأشياء التي فوجئوا بها، بل إن الغالب أنهم بسبب التجربة التي أخذوها، عادوا الآن لا يرسمون أشياء تفصيلية دقيقة، من إلى، لا، بل يأتون باحتمالات كثيرة، عندهم عشرة احتمالات، كلها من الممكن أن تقع، وكل احتمال منها قد يضعون له ما يكافئه وما يواجهه، وأحياناً تختلط الأوراق فعلاً، مثل الشخص إذا كان في غابة سحرية كما يقولون، كلما نظر إلى شجرة انتقلت من مكانها إلى مكانٍ آخر، فأصبحت الدنيا تدور بأسرها، إن من أهداف اليهود ووسائلهم، أن يعملوا على شبك القضايا الدولية بأطراف عديدة، وجعلها غامضة، بحيث يعجز الناس عن فتح رموزها وحل أسرارها، حتى يعرض الناس بعد ذلك عن النظر والتحليل في هذه القضايا، ويسلموا الأمر إليهم، لكن على العاقل وإن عجز عن حل التفاصيل، وربط الأمور بعضها ببعض، أن يكون عنده ثوابت لا تقبل التغيرات، والثوابت هذه حتى في القرآن الكريم والسنة النبوية موجودة، وما يعقلها إلا العالم.