Q هل سمعتم ما حصل في مدينة الرياض يوم الثلاثاء من احتجاج على رفع الحجاب، وإذا سمعتم فما هو تعليقكم على هذه القضية الخطرة، وتعرفون كيف بدأ الحجاب في مصر، كما حصل في الرياض؟
صلى الله عليه وسلم هذا السؤال مكون من فقرتين، يقول هل سمعتم هذا أولاً، الثاني إذا سمعتم، فما هو تعليقكم؟ أنا أجيب على الفقرة الأولى هل سمعتم؟ أقول نعم وأترك الفقرة الثانية إلى الشيخ محمد أقول: نعم سمعنا، وأقول لكم: اتخذنا ما نراه مناسباً، لكن ماهو دروكم فالموضوع فعلاً بحاجة أن تتضافر عليه جميع الجهود لثلاثة أمور: لوقف هذا الشر، ولوقف شرٌ منه، وللبراءة أمام الله وأمام أنفسنا، أمس يمكن أن يتحدث أحد الإخوان، أو أحد المشائخ، أو أحد طلبة العلم، عن القضية وخطورتها، فيقول لك أبداً، أنت تقول أموراً ما تحتمل، وأنت نظرتك متشائمة للواقع، تقول هذا الواقع، بكل ثقله غداً تخرج فتجد واحدة ليس اسمها هدى الشعراوي؟ لا اسمها من بناتنا، لها اسم وقبيلة وعائلة وقد يكون عمها شيخ، أو له تاريخ عريق، وبيت علم، وطلبة علم، هذه مصيبة، فإذا نحن لم نقف وقفة جادة فعلاً بكافة اتجاهاتها، المدرس في مدرسته، وصاحب السوق في سوقه، والخطيب في خطبته، وهذا على صعيد التبيين للناس بما حدث، وأن هذا منذر سوء وخطر، كذلك نحن بحاجة إلى مكاتبة المسئولين بكافة قطاعاتهم، وكافة تخصصاتهم، لأنه كل تخصص عندهم من هذا شيء، يعني كل وزارة فيها قسم نسائي، وغداً قد تفتح لنا أبوابها الحمر، فكل إنسان يجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لما حدث؟ قبل أن تختلط علينا الأوراق فعلاً، هذا أمر في بدايته، قبل أن نقول بعد فترة: إن الأوراق اختلطت ولا ندري من أين نبدأ.
حقيقة ما ذكره الشيخ محمد فيه كفاية في التعليق على مثل هذا الحدث، وعلى كل حال، أنا أعتبر أن هذا طرف السكين، الأمر الذي جرى طرف السكين، ويجب أن ندرك أن هذا قد يكون لنا اختبار، لأن هناك قوة تعمل في الظلام، والآن جاء دور العلنية، كما تحدثنا في المحاضرة، علانية الصراع والمواجهة، فأروا الله تعالى من أنفسكم قوة وشجاعة في مواجهة هذه الأمور بحزم، لأن هذا جزء من كل، وقد أصبحت الأمور تنبعث علينا من كل جهة.
تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراشٌ ما يصيدُ لكنَّ خراشاً يجب أن يستغيث بالله عز وجل، ثم بمجموعة من أبناء قبيلته، ويكون كل واحد منهم معه بندقية يصيد ما يستطيع من الظباء، بحيث يواجه خراش هذه الظباء المتكاثرة، يواجهها بقوة مكافئة، يجب أن يشتغل الجميع، يعمل الجميع، ولا تكن القضية قضية (ما تعليقكم) (وما دوركم) ؟ وإلا ماذا فعل ابن باز؟ وإلا ماذا فعل فلان أو علان، كل واحد منا يجب أن يكون هو ابن باز، بقدر ما يستطيع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أنت حدد لنفسك أولاً ما هو الدور الذي تستطيع أن تفعله؟ دعونا يا إخواني من التلاوم.
دعونا نفكر تفكيراً واقعياً هات ورقة صغيرة مربعة وقلم، واكتب بالضبط، ما هو الدور الذي سوف تستطيع عليه أنت بارك الله فيك؟ ماذا تستطيع؟ حدد لنا، ما أعتقد أنكم سوف تقولون: لا أستطيع شيئاً، إن كنت رجلاً، فلن تقول هذا، حتى لو كنت امرأة، المرأة تستطيع أن تصنع الكثير، وكما سلف، إذاً، حدد لنا بالضبط ما هو الدور الذي تستطيعه؟ رسالة خطية، خطاب، اتصال هاتفي، كلمة، موعظة، نصيحة، خطبة، توعية، دعوة، ولو بكلمة طيبة، فإذا حددت حبراً على الورق انطلق بالتطبيق على الواقع، ما جرى في الرياض، وما جرى في غير الرياض، وما سيجري في الرياض، وفي غير الرياض، سوف يتحطم على صخرة الإصرار الإسلامي، على أن نظل محافظين على الإسلام عقيدةً وسلوكاً وعملاً، وأن يكون الإسلام شعارنا وظاهرنا وباطننا وسرنا وعلانيتنا، وأن لا نرضى بغير الإسلام ديناً لا في مجال السياسة، ولا في مجال الاقتصاد، ولا في مجال العلاقات الاجتماعية، ولا في أي مجالٍ من المجالات.