Q ما هو دور الخطباء خاصةً بعد أن كان العداء على الإسلام معلناً من جميع الأعداء، أقصد خطباء الجمعة، ما هو دورهم من على المنبر؟
صلى الله عليه وسلم إذا استطاع الخطباء أن يوحدوا اهتمامهم، وأن ينصرفوا إلى قضايا المجتمع الرئيسة، ويطلقوها جميعاً، لا أقصد في خطبة واحدة، وفي يوم واحد، لكن أن يحس الناس كلهم، أن كل الخطباء متضامنين مع هذا المجتمع، متفاعلين معه، يحسون بإحساساته، يعيشون له، وآلامه، وآماله، فإنهم حينئذٍ يستطيعون أن يؤثروا في هذا المجتمع، ويغيروا بالكلمة الطيبة، التغيير المطلوب، أما إذا بقيت المسألة على خطيبٍ في مدينة كذا، وخطيبٍ في مدينة كذا الخ، فإنهم يعتبرون عند الناس، شتات، والمطلوب من الخطباء أن يتقوا الله، إنما شرعت هذه الخطبة في الجمعة لتوعية الناس، ولتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم، لا تضاع في كلام لا فائدة فيه، إما أن يكون تحت الأرض، أو فوق السماء، ودائماً يكون ترديده هذه مشكلة، والرسول صلى الله عليه وسلم، خطب بخطب، ولما جاء أبو بكر لم يعد خطب الرسول صلى الله عليه وسلم، بل خطب بخطب أخرى، ولما جاء عمر خطب بخطب أخرى تناسب الحياة والواقع، فاختلفت الصورة، فالذين يريدون اليوم من الخطيب أن يكون مقراءً يردد كلمات يقرأها من كتاب كذا أو من كتاب كذا، ولا يعيش لآلام الأمة وآمالها، هم يهمشون دوره، ويحجمون دوره، والمسكين الخطيب، ماذا يعمل في هذه السويعة؟ ربع ساعة أو نصف ساعة بالأسبوع، الإذاعة من جهة، والتلفزيون من جهة، والصحف من جهة، والإعلام الخارجي من جهة وبشكل مكثف طيلة الأسبوع الماضي، اطلعت على كتاب كذا، ما يدري الخطيب هل هو يصحح الأوضاع الفاسدة، أو يبدأ بطرح أشياء جديدة وهكذا.
فإن لم يكن الخطيب على مستوى الساعة ومستوى الأحداث، فإن هذه مصيبة من مصائب الأمة، وعلى الخطباء أن ينظروا في المسئولية التي حُمِّلت على أعناقهم، فكما يطالبون الآخرين بمسئولياتهم هم الآخرون مطالبون بمسئولياتهم أيضاً، فإن عليهم مسئولية تجاه المجتمع، المجتمع ائتمنك في هذا المكان لتقول الكلمة الصادقة، فإما أن تقول الكلمة الصادقة، وإما تتخلى عن هذا الموقع لمن يقول الكلمة الصادقة.