من الأشياء المهمة ومن الوسائل الحديثة: العمل الاجتماعي على كافة أبوابه، سواء أكان عملاً إصلاحياً، أم عملاً اجتماعياً، لفقراء، لمساكين، لأصحاب حاجات، لتغيير، لإصلاح، المهم أن نقوم بهذا العمل الاجتماعي على أوسع نطاق، بالإضافة إلى العمل الاجتماعي، لا بد أن يكون لنا امتداد واسع جداً، وهذا المكان هو الشعب، ما لم نكن نحن وجمهور الأمة سوياً، فلن نعمل شيئاً، نكون مثل السمك في البحر إذا خرجت ماتت، مهما كنا، احسب عددنا الآن هنا، لا نمثل شيئاً، لكن إذا استطعنا أن نكون شيئاً اجتماعياً، لا تستطيع أي وسيلة من وسائل الإعلام، أو أي أمر أن يردنا، فكيف يستطيع أحد أن يؤثر على أهلك وعلى زملائك وعلى أصدقائك؟! لا يستطيع وأنت بينهم تعطيهم الرأي الصحيح، تنير لهم الطريق، لا يستطيع أن يقتحم هذه الحصون وأنت موجود، أما إذا تسربلت واختفيت، أصبح ليس لك وجود، أنت بحاجة إلى أن تقرأ أي شيء تراه وتسمعه، بحاجة إلى أن تعطي فيه وجهة نظرك، حتى لو لم تكن وجهة النظر السليمة مائة بالمائة، لكن بحاجة أن تقول شيئاً، حتى لو أنك بحاجة أن تقول: إن هذا خطأ، ولو لم أعرف ما هو الصواب، لكن أعرف أن هذا خطأ، أيضا أؤكد على ما ذكرته سابقاً، التخصص فلا يتصور إنسان أنه سوف ينقذ هذه الأمة، أو أنه الرجل الوحيد الذي ستحرر الأمة على يديه، فيبدأ يفكر ويخطط وينظر ويبعد ويقرب ويصلح، وهذا العمل كبير ما يستطيع أن يعمله، وهذا صغير ما يليق به أن يعمله، ثم ما يعمل شيئاً.
تعمل بالممكن والمتاح، لنصل إلى غير الممكن، ولو نظرنا إلى المسلمين قبل الإذن لهم بالجهاد، ماذا قيل لهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [النساء:77] ما أعجبهم، لماذا؟ لم نؤمر بالقتال، ولم نؤمر بالزكاة، فنحن أمامنا وسائل متاحة، إذا استطعنا أن نستغلها ونهتدي لها، لاستطعنا أن نصل إلى ما بعدها، وثقوا ثقة تامة أنه إذا عمل الإنسان بالممكن والمتاح، وصل إلى غير الممكن، وغير المتاح.