ونحن نحتاج إلى الوعي في كل شيء، نحتاج إلى وعي سياسي، وإلى وعي اجتماعي، وإلى وعي اقتصادي الخ، من أنواع الوعي.
إذا لم نفهم في أمور السياسة، لا نستطيع أن نعرف كيف نغير المجتمع، لأننا لا نعرف كيف تأتي الأوضاع وكيف تدار الأمور، وإذا لم نفهم في عملية التغيير الاجتماعي، كيف تكون، كيف تنشر الفضيلة؟ وكيف يقضى على الرذيلة؟! أعداؤنا عرفوا كيف ينشرون الفضيلة، وما هي أساليب نشر الفضيلة فاستغلوها، ونحن بحاجة إلى أن نعرف ما هي وسائل نشر الفضيلة اجتماعياً؟ وكيف نتغلغل اجتماعياً، وكيف تكون دعوتنا مؤثرة في جميع الأوساط الاجتماعية؟ في البيت، والمدرسة، والشارع، والقرية، والمدينة، وفي كل شيء.
إذاً نحتاج إلى وعي اجتماعي، ما هي المؤثرات الاجتماعية التي تؤثر على الناس؟ الاقتصاد، فلا يمكن أن تصل دعوتنا إلى مستوى رشيد وهي تعطي ظهرها للاقتصاد، وأهلها إذا نظرت إليهم نظرت إلى أهل الفقر، في وسائلهم، في إمكاناتهم، في أشيائهم، لماذا؟ {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص:26] وقال تعالى: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف:55] .
نحن بحاجة إلى أن نقول للناس هذا الكلام، فكلما جاء حث على الجهاد في سبيل الله، جاء جاء معه اقتران بالمال، فالجهاد بالنفس والمال دائماً، كيف نهتم بمعيشة الناس واهتماماتهم؟ حتى نعرف كيف نؤثر فيهم؟ أما أن يأتي اليساريون، والعلمانيون وغيرهم ويهتمون بقضايا الناس وهم كاذبون، منافقون، غير صادقين، ويتكلمون عن قضايا الناس بالكلام فقط، ثم ينتخبهم الناس ويتصورون أنهم منقذون، حتى إذا حققوا لهم وأعطوهم أعلى المناصب، مكروا بهم وغدروا بهم.