آثار هذا التكالب

التكالب علينا اليوم من كل مكان؛ من الشرق، والغرب، والشمال، والجنوب، وأمر عجيب جداً، تكالب على الأمة الإسلامية، حتى وصل التكالب إلى تمزيق شعوبها، وإذكاء العداوة بينهم، لقد كان -وكما تعلمون- في السابق يختلف حاكم مع حاكم آخر، دولة مع دولة، لكن تبقى الشعوب الأمور بينها مفتوحة ولكن هذا التكالب الجديد استطاع بوسائله الكثيرة أن يحرك ضمائر الشعوب وقلوبها، وأن يثير العداوات بينها، وحتى الذين يرفعون لواء الدعوة، اختلطت عندهم الأوراق، لماذا؟ كما أسلفت سابقاً، لاختلال الميزان الأصلي وهو ميزان العقيدة!! فلما اختل، اختلت معه الموازين الأخرى، ولهذا مثل هذه الأحداث دعوة للأمة لمراجعة أفكارها، ومراجعة عقائدها، ومراجعة أصولها وثوابتها.

هذا التكالب الذي ظهر من كل الأطراف: الأطراف المشجعة، المسالمة، المصفق لها، المنافقة، في الحقيقة استأسدت وظهرت تتكلم بجرأةٍ لم تكن تتكلم بها من قبل! على المستوى الداخلي والخارجي، أطراف كانت مسالمة، حتى اليساريين قبل الأحداث بقليل في كل صحفهم، سواء كانت في الكويت، أو في مصر، أو في كل مكان -كانوا يتحدثون عن التعددية، وكيف نجتمع مع الإسلاميين؟ وكيف نعمل أحزاباً متماثلة؟ وهكذا إلى آخره، الآن انظر إلى صحفهم! اختلف المجال تماماً، أسوأ من ذي قبل، حتى كتبوا تقارير عن الجماعات الإسلامية وغيرها، والنشاط الإسلامي: كتبوها باللغة الإنجليزية، كأنهم يؤلبون الأعداء على هذه الجماعات بالسر، كما قال الشيخ: نفاق، عندنا هنا يكتبون كتابات طيبة، ولنتعاون ولنتفق ولنوجد تعددية سياسية إلى آخره، الآن كشَّروا عن أنيابهم، وأحسوا أن الفرصة مواتية، وتلاحظون هذا واضحاً في صحفهم وكتاباتهم ومقالاتهم إلى آخره.

لا أريد أن أذكُر ما تسمعونه كثيراً، فلا يحتاج أن أذكر لكم الاتفاقات الموجودة، لا في السوق الأوربية، ولا في الأحلاف، لكن هذه الأشياء يرددها الإعلام صباح مساء، وجاءت متكالبة بشكل عجيب جداً وكأنها ممكنة.

هذا المظهر الثاني من مظاهر مرور الأمة بالمرحلة الجديدة أترك المظهر الثالث لفضيلة الشيخ ليحدثكم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015