وفي نهاية هذا القرن حدث أمر آخر، حدث انبعاث في العالم الإسلامي، وانبعاث يتحرك بسرعة -كما تقول زعيمتهم- أسرعَ من تفكيرهم، تقول: إن الأحداث أسرع من تفكيرنا؛ ولذا علينا أن نتخذ خطوات حازمة، وأنتم تعلمون، وكلكم شاهد هذا: أي خراف ذبحتموها أو أي حيوان في آخر لحظة، تكون عنده صحوة الموت، يصحو فيها ثم يعود يهمد، هُم الآن وبكل تفاؤل، وبكل أمل، نقول: هُم الآن في صحوة الموت -إذا كنا على مستوى الأحداث- هم في صحوة الموت.
لأن الأحداث فعلاً سبقتهم، كيف تعمل هذه الخطط، تغرق الأمة هذا الإغراق، ومع ذلك تنهض وتنتشر وتقوم وتعود إلى ذاتيتها، وتعود إلى دينها؟!! بعد مائة سنة من التخدير، تعود كأنها فتية إن هذا سر، كما أشار الشيخ هم في آخر لحظة، إما أن ينتصروا فيقضوا على الأمة وعلى تاريخها وعلى حضارتها، ويؤخروا تقدمها فترة طويلة، أو يندحروا إلى قرون عديدة، ليُصبح هذا القرن القادم، الذي نطمع إن شاء الله أنه هو قرن الإسلام، وهو قرن الانتصار، وهو قرن الصحوة، وهو قرن الإسلام بإذن الله.
الذي لم يكن لديه تصورات سابقة صحيحة، وعلى رأسها العقيدة السلفية، إذا حدث له حادثة انزعج، واختلت موازينه، فلا يعرف يقيم، ولا يعرف يعادي، ولا يعرف يوالي، ولا يعرف من هو العدو الدائم، ولا العدو المؤقت ولا شئ! تختل الموازين لديه!!!! أخوك شقيقك وإن أخطأ عليك، إلا أن عداوته مؤقتة، يعود ينظر رحمه وجلته، فيعود إليه رشده يوماً من الأيام، لكن الذي يختلف معك في الدين، هذا عداوته دائمة، خصوصاً إذا كان يدعو إلى ملته ونحلته، ولهذا تكالب علينا الأعداء، تكالباً إذا قلنا: إنه لم يحدث على مدار التاريخ مثل هذا التكالب، فلسنا مبالغين، ومع ذلك نحن متفائلون، ولكن هذا التفاؤل يجب أن يتبعه عمل، وما لم يتبعه عمل فإنه لا يحقق شيئاً.