من مكائد اليهود

لماذا لم نخض معهم معارك حاسمة؟

صلى الله عليه وسلم إن اليهود دائماً فيهم قلة في العدد، وربما ضعف في العُدة غالباً، ولذلك يتجنبون ساحات الصراع المعلنة، ما يقاتل في الشارع إنما يمين، ويسار، غيلة، غدر، خيانة، تخطيط، مؤامرة، دس، كل هذا يمارسونه ولذلك لو نظرت في الجانب الآخر من عمل اليهود، مثلاً: الفتن التي دارت في التاريخ الإسلامي كان اليهود وراءها، المؤامرات التي قامت دبرها اليهود، عمليات الاغتيال، كان لليهود فيها نصيب كبير، المذاهب والملل والنحل التي ظهرت كالرافضة مثلاً، والقدرية وغيرها كان اليهود من ورائها، يؤججونها ويضعون الحطب على النار، لكنهم لا يواجهون!! الخلافة العثمانية أسقطوها، لكن كيف أسقطوها؟ أسقطوها بالحيلة، والالتفاف من هنا ومن هنا، والخدعة، وتأليب العدو، وتحريك وتأليب الأعداء الآخرين، يقاتلون بالوكالة عنهم، واليهود سالمون! إذاً متى يظهر العدو؟ يظهر العدو عندما يحس بقوته وضعف خصمه؛ فحينئذٍ يعلنها صريحة، وكذلك: الظهور تقريباً هو آخر مرحلة، وهذه قضية خطيرة! ظهور الحرب من العدو هذه آخر مرحلة عنده؛ الآن هو يريد أن ينازلك في الميدان العام؛ فإما أن ينتصر عليك، ومعناه أنه حقق القضاء على الإسلام فيما يحسب ويظن، وإما أن تنتصر ومعنى ذلك أنه سيتراجع إلى الوراء ربما قروناً طويلة.

وهذا يؤكد عليك أن تدرك فعلاً أهمية هذه المرحلة، وأن الصراع الآن بدأ يأخذ فيها طابعاً علنياً، سواء على مستوى العالم، أي: إن أعلنت الأمم موقفها من الإسلام، ممثلاً فيما يسمونه بالأصولية أحياناً، أو الإسلام المتطرف -كما يقولون- أو المتشدد، أو أي عبارة أخرى يستخدمونها ويقصدون بها الإسلام الصحيح، الذي يرفض المرونة خارج الإطار الشرعي، ويرفض المجاملة، ويرفض النفاق، فأعلن العالم شرقيه وغربيه وتنادت الأمم كلها بلا استثناء ضد هذا الإسلام، وعلى النطاق الداخلي لا شك أن خصوم الإسلام وهم كثير من علمانيين، ويساريين، وحداثيين، وأصحاب شهوات أيضاً -وهؤلاء يجب أن نضعهم في الاعتبار- أصبحوا الآن يعلنون مطالبهم، ويعلنون مآربهم، ويعلنون أمانيهم، التي كانت أمس تقال في كلام لين، وفي عبارات منمقة، وفي كلمات مستورة، قد يجهل الناس ما وراءها، اليوم أصبحت تقال بلغة أكثر وضوحاً، وأكثر صراحة، وأكثر بياناً وبلاغة، وأصبح يفهمها الكثير من الناس، وإن كان عندهم شيء أكثر من هذا.

لأن الذي يقول لك اليوم نحن نريد هذه الأشياء وفق تعاليم الإسلام، ووفق شريعتنا السمحة، ووفق تقاليدنا الدينية، غداً سوف يقول لك: لماذا نتمسك بهذه التقاليد البالية؟! ولماذا نظل مصرين على أمور تعداها الزمان؟ ولماذا العالم كله يتطور ونحن باقون في مكاننا؟ ما أعني بكلامي أنهم أعطوك كل ما عندهم، لكنهم الآن مشوا خطوة إلى الأمام؛ في إعلان الصراع على الإسلام وأهل الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015