الخطر الإيراني

الخطر الثالث الذي يهددهم هو: الخطر الإيراني, خاصة مع ظهور أنباء صحفية، وهي تحتاج إلى تأكيد عن وجود إنزال جوي من إيران، في القاعدة الجوية الثانية التي استطاع المجاهدون أن يسيطروا عليها, ووجود عدد لا بأس به من قوات الكومندوز الإيرانية, ومحاولة الاتصال ببعض الأطراف لافتعال الخصومة مع المجاهدين, فهؤلاء هذا هو دورهم, هم الطابور الخامس من خصوم السنة عبر التاريخ، مهمتهم سرقة الانتصارات، والوقيعة بين المسلمين، وإرباك الصف، وجر الأطراف المتنازعة إلى معارك فيما بينها قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:118] .

إن إيران على مدى ثلاثة عشر عاماً لم تتدخل مع المجاهدين, ولم تدعمهم ولا بعود كبريت, بل كانت شوكةً في صدورهم، وحلوقهم، فكيف الآن تدخلت، وأرسلت قوات لها، وحاولت أن تفسد بين المجاهدين؟! هذا جزء من مخططها لإقامة إمبراطورية كبيرة، تنطلق من إيران، وتشمل عدداً من الدول المجاورة, كما كان شاه إيران يحلم بذلك من قبل, فالتدخل في العراق واضح, ومعروفٌ أن إيران بعثت قوات جوية، وضربت مواقع للمعارضة في العراق, والتدخل في سوريا واضح, والتدخل في لبنان واضح, بل إن هناك أخباراً اليوم وأمس مفادها أن إيران قامت باحتلال أجزاء من أراضي أذربيجان وهي جمهورية استقلت حديثاً عن الاتحاد السوفيتي, واستولت على جزء من أراضيها المتاخمة والمجاورة لها, وهذا كله يتم وسط أنباء تتحدث عن ميزانية ضخمة للتسليح الإيراني, ومحاولة جادة للحصول على السلاح النووي، والإفادة من الخبراء السوفيت في هذا المجال.

فأقول: إنه يجب علينا، وعلى المسلمين جميعاً، وعلى إخواننا في أفغانستان، الحيلولة دون تلاعب أهواء الساسة بثمرات الجهاد في أفغانستان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015