انتصار المجاهدين في أفغانستان انتصار لكل المسلمين

إن الانتصار للمجاهدين في أفغانستان، ليس نصراً لهم في بلادهم فحسب, بل هو نصرٌ للمسلمين في كل مكان, وإن المسلمين -ونحن جزءٌ منهم- يتطلعون بفارغ الصبر إلى ما تنجلي عنه هذه الأحداث المتلاحقة، إن المجاهدين ومن ورائهم المسلمون يعيشون جميعاً عصر الهيمنة الغربية, والتسلط الاستعماري الجديد, الذي أول ما يستهدف الأمة الإسلامية, وهيهات هيهات! أن يستطيع المسلمون الصمود في وجه الاستعمار النصراني الجديد, وهم دولٌ متفرقة متناحرة, فكيف نتوقع أن يصمدوا فيواجهوا هذا العدو الجديد، العدو الغربي النصراني، حين يكونون أحزاباً متفرقة داخل دولةٍ واحدة، وكيانٍ واحد.

إن الأمل الذي يراود قلوبنا أن تفلح أفغانستان المسلمة في الخروج من الحصار الذي يحاول فرضه عليها الأعداء, ولن تستطيع إلا إذا تجاوزت هذه الأحزاب والجمعيات القائمة فيها خلافاتها, واتفقت على صيغةٍ مقبولة تحقن الدماء وتضبط المسيرة.

بل إننا نحلم ونطمع أن يكون النصر للإسلام والمسلمين في أفغانستان مثلاً يحتذى لجيرانها الجدد، من الجمهوريات التي خرجت لتوها من الاتحاد السوفيتي، والغرب أخشى ما يخشى أن تتحول إلى جمهوريات إسلامية -فعلاً- وهي تملك ألواناً من السلاح لا يملكه المسلمون في بلادهم الأخرى, فيسلط الغرب عليهم إمكانياته وطاقاته، بل يسلط عليهم دولاً علمانية كتركيا، أو غيرها لمحاولة الحيلولة بينها وبين الإسلام, فلو قام للإسلام قائمة في أفغانستان لكان هذا -بإذن الله تعالى- سبباً ووسيلةً وذريعةً إلى امتداد الإسلام، وقيام حكمه في تلك الجمهوريات، التي طالما حكمها الإسلام قرونا طويلةً من الزمان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015