إنني أنادي قادة المجاهدين وأقول لهم: اتقوا الله تعالى: ليس في أنفسكم فحسب, ولا في أحزابكم فحسب, ولا في الشعب الأفغاني فحسب, بل اتقوا الله تعالى في أمة الإسلام التي كانت ولا زالت معكم خطوةً بخطوة، والتي علقت عليكم الآمال العظام, وفاخرت بكم أمم الأرض كلها, وتغنت ببطولاتكم الحربية زماناً طويلاً، فدعوها تتغنى الآن ببطولات الانتصار على النفس, وعلى المؤثرات القريبة، فهي معركة أخرى لا تقل أثراً ولا خطراً عن المعارك العسكرية.
إنه لكي يتم النصر ويكتمل للمجاهدين، لا بد من توحيد صفوفهم, والصورة المعقولة التي نتطلع إليها هي أن ينسق المجاهدون مواقفهم فيما بينهم, وأن يرسموا القنوات التي يتم من خلالها التفاهم حول أي مشكلة, ويتفقوا على تجنب استخدام القوة لحل أي مشكلةٍ تنجم فيما بينهم.
فالمسلمون الذين كانوا يبتهجون بكل معركةٍ يثيرها المجاهدون مع الشيوعيين، لا يريدون أبداً أن يسمعوا معركة داخل الصف المسلم.
فيا معشر أحبابنا في أفغانستان نسألكم بالله العظيم الذي تحبونه وتعبدونه، وتجاهدون في سبيله, ونسألكم بالله العظيم الذي تقوم السماوات والأرض بأمره, ونسألكم بالله الذي لا إله غيره، ولا رب سواه ألا تشمتوا بنا وبكم الأعداء, وألا تروعوا قلوبنا بسماع ما يسوء, وأن تصمموا على صناعة النصر الكامل المبين, بإذن الله تعالى رب العالمين.