وقد وصلني في هذا اليوم بيانات مختلفة من الطرفين، فوصلني بيان من الحزب الإسلامي يحذر من تدخل دولة مجاورة, وأعتقد أن هذه الدولة المجاورة على الأرجح هي إيران, وأنها تحاول أن تستغل بعض الأقليات داخل أفغانستان، لإثارة النعرات، وتمزيق الجهاد هناك, وإيجاد موضع قدم للشيعة هناك, هذا في تقديري أن المقصود هي إيران، وإن كان البيان لم يحددها على سبيل الدقة, ولكنه أشار إلى دولة مجاورة تحاول استغلال النواحي العرقية واللغوية، كما يقول البيان, ودعا إلى توحيد الصف، ومواصلة الجهاد والقضاء على كل المحاولات التي يتشبث بها رموز النظام السابق، حتى يتحقق النصر المبين والكامل, وتقوم حكومة للمجاهدين ممثلة فيها كل الأحزاب، وكل الأطراف، وكل المناطق، وكل الطوائف.
وبمقابل ذلك وصلني من الجمعية بيانان من المندوبية العامة لها, في أحدهما أن القائد أحمد شاه مسعود يطمئن المسلمين ويطالب زعماء المجاهدين في بيشاور أن يشكلوا الحكومة الجهادية فوراً لتسلم السلطة في كابل, وقد حذر البيان من الاستماع إلى إشاعات الحاقدين والحاسدين حول قادة الجهاد وانتصاراتهم.
كما أبدى البيان أسفه؛ لأن بعض الصحف لا تشعر بالمسؤولية، وتضم صوتها إلى صوت الإعلام المغرضة في إثارة النعرات الجاهلية النتنة في أفغانستان, هكذا يقول البيان.
كما وصلني بيان آخر حول الموضوع نفسه، ومن الجهة ذاتها, وفيه تطمين لقادة الجهاد الميدانيين، وتحذير من الدعايات التي تحاول أن تخترق الصف، وتحذير من الانسياق وراء مخططات العدو الذي يحاول تفريق الصف إلى شمال وجنوب, أو إلى أصحاب هذه اللغة أو تلك, وينادي بقيام حكومةٍ إسلامية تمثل فيها جميع الأحزاب.
كتبت إليَّ الجمعية اليوم خطاباً تعرب فيه عن بالغ سرورها بهذه المحاضرة التي علموا بإقامتها، ويطمئنوني إلى أنه لا تنسيق ولا علاقة بينهم في الجمعية، وبين الرافضة، وأن الرافضة شرذمةٌ قليلون في أفغانستان ولا يعبأ بهم.
وأشكر عبد الأحد الذي وافاني بهذه الرسالة، وأقول: حسب المعلومات فإن عدد الشيعة في أفغانستان هو حوالي (10%) وهم يسكنون في مناطق محدودة, وتقف وراءهم إيران؛ لإثبات موقع لهم في أي حكومة تشكل في أفغانستان.